هل تعرف كم في جيبك الأن ؟؟ (بقلمي)
هل تعرف كم في جيبك الأن ؟؟
(بقلمي)
سألني صديقي هذا السؤال وظننت أن الأجابة المنطقية هي نعم
ثم أكتشفت بعد تفكير إن الأجابة المنطقية يجب أن تكون لا
ذلك لأن قيمة النقود في جيب أي إنسان تتغير من دقيقة لأخري
تبعا لأسعار العملات المسيطرة وما يطرأ عليها من تغير سريع
لدرجة اننا قد لا نستطيع متابعتها بطريقة صحيحة ... فمثلا :
لو خرجت من بيتك في الصباح وفي جيبك عشر دولارات لا غير
وارتفعت أسهم بورصة نيويورك أو أنخفض مؤشر نيكي بطوكيو
أو تدهور سعر الذهب عالميا او تعرض الرئيس الامريكي لحادث
او قامت مظاهرات ضخمة في بون تطالب بعودة بناء سور برلين
إذا حدث شئ من هذا او شئ قريب من هذه الاحداث فمن المؤكد
بأنها ستؤثر علي حركة الاقتصاد العالمي بالسلب او بالايجاب
ومعني هذا إن العشر دولارات عند المساء لن تكون بنفس
القيمة التي كانت عليها في الصباح والسبب هو أننا في عصر قلق
عصر لا تستقر فيه قيمة ولا فكرة كما لا يستقر فيه حجم ولا شعور
أنه عصر متغير بكل معني التغير يقتلع في ثورة قلقة كافة المقايس
فلا تحتفظ النقود بقيمتها الثابتة ولا تحتفظ الأفكار بتأثيرها الذي كان
لا تحتفظ فيه الأشياء بأحجامها المعروفة ولا قيمتها المحفوظة
هل عرفتم الأن صعوبة السؤال الذي حيرني وجعلني افكر
هل تعرف كم في جيبك الان ...؟؟؟
وتبقي كلمة صدق بلا خداع
أننا الأن ننزلق لحضارات وأمم في هوة كابوسية خادعة
لا يدري أحد منا باطلها من حقها .. نحياها بلا مبررات
لا ثوابت لها ولا مرتكزات .. لا أوتاد فيها ولا أعمدة
ما نخافه يلتهم ما نأمنه وما نرفضه يكتسح ما نقبله
ما نكرهه يدوس بعنف وقسوة علي ما نتمني
فتعالوا معا نبحث عما نتشبث به بقوة
عن قناعة بفكرة أو ايمان بقيمة
ig juvt ;l td [df; hgHk ?? (frgld)
|