كلمة الاخبات تحمل في معناها الاطمئنان مع اللين لأنها كلمة مشتقة من مادة ( الخبت ) و هو المكان المطمئن ..
و نقول ان فلان ( تخبأ ) بمعنى انه دخل مكان امن و اطمئن فيه ..
و نقول اخبت الرجل الي الله .. يعني خشع و تواضع .. فهو في وضع الطمأنينة مع ربه ..
و عندما نقول ان فلان يصلي بخشوع و أخبات و خضوع و انصات ..
بمعنى انه في لين مع قلبه و تواضع ووقار في حضور ربه ..
و قد ذكر
القران الكريم فضيلة الاخبات
في ثلاثة مواضع و وجعل المفسرون لبيان المعني سبعة معاني لكلمة الاخبات وهي :
المراد من كلمة الاخبات في لغة التنزيل هي :
ــ الخوف من الله عز وجل ..
ــ الانابة الي الله ..ــ الاطمئنان .. ــ الخشوع ..
ــ التواضع ..ــ الخضوع .. ــ اللين ..
و الموطن الاول ... هو في سورة هود عليه السلام الآية ( 23 ) .
قال جل جلاله :
( ان الدين امنوا و عملوا الصالحات و اخبتوا الي ربهم اولئك هم اصحاب الجنة هم فيها خالدون ) ..
و المعنى هنا هو .. تواضعوا الي ربهم و تخشعوا و اطمئنوا اليه و انقطعوا الي عبادته ..
الموطن التأني ... هو في سورة الحج الآية ( 34 ) .
قال جل جلاله : ( و لكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام ؛ فالهكم اله واحد فله اسلموا و بشر المخبتين ) ..
و المعنى هنا هو .. الخاشعين المتواضعين او المطمئنين او الوجلين او الراضيين بقضاء الله و المستسلمين له ..
او الدين لا يظلمون غيرهم او الدين ادا ظلمهم غيرهم لا ينتصفوا ..
الموطن الثالث ... هو في سورة الحج الآية ( 54 ) .
قال عز و جل : ( و ليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فليؤمنوا به فتخبت ؛ له قلوبهم ان الله لهادي الذين امنوا الي صرط مستقيم ) .
و جاء هنا المعني : تلين القلوب و تخشع و تذل و تخضع و تدعن للقران الكريم و تقر بما جاء فيه ..
و للأخبات درجات و مراتب وهي :
الاولى :
سيطرة عزيمة المخبت على شهواته فلا يميل الي مطالب النفس بل تتغلب ارادته على غفلته ..
الثانية :
الا ينقض عزيمته سبب ولا تعرض له وحشة في سعييه نحو ربه ولا تقطع الفتنة عليه طريقه ..
الثالثة :
ان تعلوا همته و تعلوا حتى يستوي عنده الذم و المدح فلا يفرح لمدح الناس ولا يحزن لذمهم ..