بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 8 نيسان أنا عامل، ادعى سعيد من الجنوب أبواي ماتا في طريقهما إلى قبر الحسين و كان عمري آنذاك سنتين - ما أقسى الحياة و أبشع الليل الطويل و الموت في الريف العراقي الحزين- و كان جدي لا يزال كالكوكب الخاوي، على قيد الحياة
13مارس أعرفت معنى أن تكون؟ متسولا، عريان، في أرجاء عالمنا الكبير! و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع؟ أعرف معنى أن تكون؟ لصاً تطارده الظلام و الخوف عبر مقابر الريف الحزين!
16 حزيران إني لأخجل أن أعري، هكذا بؤسي، أمام الآخرين و أن أرى متسولاً، عريان، في أرجاء عالمنا الكبير و أن أمرغ ذكرياتي في التراب فنحن، يا مولاي، قوم طيبون بسطاء، يمنعنا الحياء من الوقوف أبداً على أبواب قصرك، جائعين
13 تموز و مات جدي، كالغراب، مع الخريف كالجرذ، كالصرصور، مات مع الخريف فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة فنحن، يا مولاي، نحن الكادحين ننسى، كما تنسى، بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير
25 آب و هجرت قريتنا، و أمي الأرض تحلم بالربيع و مدافع الحرب الأخير، لم تزل تعوي، هناك ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع و كان عمري آنذاك عشرين عام و مدافع الحرب الأخير لم تزل … عشرين عام مولاي ... ! تعوي في الصقيع
29 أيلول ما زلت خادمك المطيع لكنه علم الكتاب و ما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب و يقظة العملاق في جسدي الكئيب و شعوري الطاغي، بأني في يديك ذبابة تدمى و أنك عنكبوت و عصرنا الذهبي، عصر الكادحين عصر المصانع و الحقول ما زال يغريني، بقتلك أيها القرد الخليع
30 تشرين 1 مولاي ! أمثالي من البسطاء لا يتمردون لأنهم لا يعلمون بأن أمثالي لهم حق الحياة و حق تقرير المصير و إن في أطراف كوكبنا الحزين تسيل أنهار الدماء من اجل إنسان، الغد الآتي، السعيد من اجلنا، مولاي انهار الدماء تسيل من أطراف كوكبنا الحزين
19 تشرين 2 الليل في بغداد، و الدم و الظلال أبدا، تطاردني كأني لا أزال ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان إنسان الغد الآتي السعيد إنسان عالمنا الجديد مولاي ! يولد في المصانع و الحقول