الجود : سَعَة العطاء وكثرته ، والله I من أسمائه الجواد ، وهو أجود الأجودين ، يحب الجود وأهله ، وفي صحيح مسلم : قال رسول الله e فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال : (( يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظالموا . يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ، كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ، كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً . يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي ، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ، إنما هي أعمالكم ، أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) وكان رسول الله قد جَبَله الله تعالى على أحسن الأخلاق وأكملها وأشرفها ، فكان متخلقاً بهذا الخلق العظيم ، وكان جوده بجميع أنواع الجود ، من بذل العلم والمال ، والنفس لله تعالى ، في إظهار دينه ، وهداية عباده ، وإيصال الخير إليهم بكل طريق ، حتى أنه لم يكن يُسْأل عن شيء إلا أعطاه ، قال جابر : ما سُئل رسول الله شيئاً فقال : لا . وكان أجود ما يكون في شهررمضان
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسُه القرءان ، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة . متفق عليهما .
ومن أسباب مضاعفة الجود في رمضان : التخلق بأخلاق الله تعالى ، حيث يجود على عباده في هذا الشهر بفتح أبواب الجنان ، وتغليق أبواب النيران ، وعتق رقاب كثير من عباده من النار دار الخسران ، ومنها : الاقتداء برسول الله الذي كان أجود ما يكون في رمضان ، وكذا اغتنام فرصة شرف الزمان ، وإعانة الفقراء على الصيام ، والمسابقة في نيل أجور مثل أجور صيام من يفطرهم ، وكون الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات دخول الجنة ،
فنسأل الله تعالى أن يقينا شح أنفسنا .
تحياتى