ولم يعُد سوى بقايا سفحِ جبلٍ
إغرَورَقتْ العيون بدمعاتٍ قبل العزاءْ
ويحَ ذاكَ الوادي السَّحيق
وادٍ ما بهِ غيرَ عِواءٍ ونَعيق
فلم يعُد بطلكِ كـ الذي كان يا أمي
فـ اِبكِ ما إستطعتِ
فـ جبالكِ غَدَت وديانْ
غيلاناً متلذذةً بمصِّ الدماء
في تلك القاعةِ أمي يصرُخون بصمتٍ
قاعةٌ تتعالى صرخاتها / صيحاتها / عويلها
وليس فيها سوى مِقعداً واحداً ومُتكئىً واحد
أيّ صراخٍ ذاكَ اللا مسموع
أيّ عويلٍ يندبون ولا سامعاً ولا مُعيل
قلوباً ما بات فيها نَبَضات
وآهات مجنونة بـ دقات أجراس موتى
أين صُحبتي ؟ أينَ مني فلذات كبدي ؟!!
بكاءً أخرساً وتأبى الدموع أن تَسيل
وأيّ بكاءٍ فيه لعنةً من فرعونٍ آثم
أن ذاك الجبل لم يعد فيه صخراً
غَدَى رمالاً هَشّةً تتقاذفها الرَّياح
لم يعُد من الجبل
الاّ بقايا سفحٍ من ذرِّ تُراب
يئنُّ حُرقةً من اللهيب
صهرَتهُ حِمَمُ بركانٍ مَلعون
وتآكلتهُ رياحَ حَمومٍ سمومْ