*موقف نبيل من مسؤول سعودي كبير*👍
رسالة قديمة وصلتني منذ زمن عبر البريد الإلكتروني، وها أنا اليوم أعيد نشرها لكم وأقدمها كما وردت إلي بنصها التي بعثها المرسل قائلًا:
في سبتمبر عام 1996 كنّا مجموعة من طلبة العلم متجهين إلى المملكة العربية السعودية لمواصلة الدراسة في المرحلة الجامعية بعد أن قضينا 6 أشهر في بلدنا ألبانيا..
وبعد وصولنا إلى مطار أثينا بدأنا الإجراءات لأخذ الطائرة التي سوف تقلنا إلى مدينة جدة ومن ثم إلى المدينة المنورة، لكن المسؤول اليوناني في المطار أبلغنا بأن تأشيرتنا لدخول المملكة منتهية الصلاحية منذ أسبوع، لقد صدمنا جميعًا!
قلنا لموظف المطار ما العمل الآن؟
قال: سوف تعودون إلى ألبانيا من جديد، وكانت التأشيرة 6 أشهر والمدة تحسب حسب التقويم الهجري مما يعني أنه ينقص يوم واحد في كل شهر، أما نحن فقد كنّا نحسبها حسب التقويم الميلادي، وعودتنا إلى ألبانيا ستكلفنا الكثير جدًا، فلا يوجد في عاصمتنا سفارة للمملكة في ذلك الوقت، وبعد مناقشة الوضع اتفقنا أن نتصل بالسفارة السعودية في أثينا،
قام المسؤول اليوناني بإعطائنا رقم السفارة السعودية في أثينا.
بدأنا الاتصال: السلام عليكم، نحن مجموعة طلاب من ألبانيا ندرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بعد أن قضينا 6 أشهر في إجازة في بلدنا عرفنا في أثينا أن تاشيرة دخولنا إلى المملكة منتهية الصلاحية منذ أسبوع، قلت لمحدثي السعودي بحكم وجودكم في اليونان أنتم تعرفون مدى كره اليونان للألبان، وزد على ذلك كوننا طلبة علم شرعي، فنرجو منكم مساعدتنا.
كان المتلقي للاتصال من الجهة الأخرى القنصل السعودي والذي أجاب: "لياخذ أحدكم جوازات السفر وليأتِ إلى السفارة التي تبعد عن المطار 30 دقيقة، جمعنا جوازات السفر واتجه أحدنا إلى مكتب التأشيرات للحصول على تأشيرة خروج لكن المسؤول اليوناني بمجرد أن عرف أننا ألبان رفض، اتجهنا مرة ثانية إلى الاتصال بالسفارة السعودية وأخبرنا القنصل بأن السلطات اليونانية رفضت..
قال القنصل حالًا: " انتظروني" لقد فرحنا كثيرًا وقلنا للمسؤول اليوناني: عليك أن لا تحدث أي تغيير في تذاكرنا لأن القنصل السعودي سوف يأتي ويمدد تأشيرة دخولنا السعودية في المطار. إلى الآن لم أنس ابتسامة موظف المطار الساخرة، حيث قال: أنا أعمل هنا منذ 14 عامًا وهذا الذي تتحدثون عنه لم يحصل أبدًا ولن يحصل! فلا يمكن أن يأتي القنصل بنفسه ويمدد تأشيرة في المطار! هذا مستحيل!، وبعد مضي نصف ساعة لاحظنا رجلًا طويل القامة، يلبس نظارة، ذو لحية قصيرة، قدم بطاقة التعريف إلى الشرطي واتجه إلينا وبعد السلام قال: هل أنتم الألبان؟".. كدنا نطير من الفرحة وقلنا: "نعم .. نحن نعم"، أخرج القنصل الأختام وبدأ يختم جوازاتنا واحدًا تلو الآخر، في هذا الوقت كان المسؤول اليوناني ينظر واضعًا رأسه على يده يكاد لا يصدق ما تراه العين! وعند الانتهاء قلنا للقنصل: شيخنا الفاضل كيف نجازيك على مساعدتكم لنا؟ "ابتسم القنصل وقال: "عندما تذهبون إلى مكة فادعوا الله لي هناك! والله كلما ذهبت إلى مكة حاجًا أو معتمرًا لم أنس ذلك الرجل الشهم في دعائي، حتى العمرة الأخيرة قبل أيام والتي جاءت بعد 18 عامًا من الحدث، بمجرد وقوفي أمام الكعبة تذكرت القنصل السعودي في مطار أثينا و دعوت له..
ثم أتبع مرسل الرسالة قائلًا:
لأن في القصة معانٍ سامية تواصلت مع عدد من السفراء والإخوة الزملاء في وزارة الخارجية لمعرفة هذا الرجل النبيل، وتتبعتُ خبره حتى عرفت اسم صاحب الموقف الطيب المبارك، إنه سعادة السفير عيد الثقفي، ولكنني تعجبت في الوقت نفسه أن السفير الأستاذ عيد الثقفي تربطني به علاقة جيدة، ومصدر سعادتي ما سمعته من دعاء الرجل له.
وعجبي عندما بعث له رسالة الطالب الألباني، اكتفى بالدعاء لصاحب الرسالة وصاحب المعروف، ولم يقل أنا صاحب الفضل والمعروف، لكني شكرته على معروفه القديم وعلى كتمه للمعروف وعدم الإفصاح عن عمله..
وها أنا اليوم أنشر القصة بحذافيرها لأن مثل هذه القصص الإيجابية يجب أن تنشر لتحفز الآخرين على قضاء حوائج الناس وبذل المعروف.
أين كان منصبك أو مقامك بين قومك؟
وصدق الشاعر حين قال:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
*ترويقة:*
السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق العالية الرفيعة التي حث المسلمين عليها، وجعلها من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به، قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
*ومضة:*
من يفعل الخير ويقضى حوائج الناس فليتذكر قوله تعالى: (هَلْ جَزاءُ الإحْسَانِ إلاَ حسان