ننتظر تسجيلك هـنـا

{ اعلانات عاشق الحروف ) ~
 
 

الإهداءات




شكر القلب

.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة



3 معجبون
إضافة رد
#1  
قديم 11-12-2022, 10:23 PM
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
اوسمتي
شمعة المنتدى حور مخملي شكر وتقدير الترحيب 
 
 عضويتي » 764
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » 08-03-2023 (01:15 AM)
آبدآعاتي » 47,355
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
 آوسِمتي » شمعة المنتدى حور مخملي شكر وتقدير الترحيب 
 
اسلامي شكر القلب

Facebook Twitter


شكر القلب[1]




إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71]. أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الناس، "القلب" كلمة عظيمة يعبر بها الناس عن وسط الأشياء وخيارها، وأحسنها وأفضلها، وقد أخذوا ذلك التعبير من معرفتهم أهمية القلب في بدن الإنسان، ودرايتهم أثرَه على سائر جسمه.

فالقلب هو مركز الحياة في بدن الإنسان وروحه؛ والبدن إنما هو القلب، والروح لا حياة فيها بدون حياة القلب.

والقلب من الناحية البدنية هو عضو عضلي يضخ الدم عبر الأوعية الدموية، ويزود الجسم بالأوكسجين والمغذيات، وبذلك تبقى حياة البدن مرهونة بسلامة القلب؛ فإذا صحَّ صحت، وإذا مرض مرضت، وإذا مات ماتت، وبذلك يحتل موقعًا مهمًا في حياة جسم الإنسان؛ لذا يحرص الناس حرصًا شديداً على سلامته من الأدواء، ويخشون عليه المرض أكثر من غيره من الأعضاء، فإذا سقم لم يتهاونوا في الاستشفاء له، ولو بذلوا في ذلك الأموال الطائلة.

وأما من الناحية الروحية فإن القلب هو المؤثر في الروح صحةً ومرضًا؛ فمتى صح القلب بالإيمان وأعماله صحت الروح، ومتى مرض مرضت.

ولهذا كله أولى أطباء البدن القلب عناية عظيمة؛ حرصًا على سلامة بدن الإنسان، وكذلك اهتم الدين بالقلب اهتمامًا كبيراً؛ من أجل سلامة الروح التي بسلامتها حصول السعادة في الدنيا والآخرة.

عباد الله، إن القلب هو محل الخير والشر، فخيره على الجوارح كلها، وشره كذلك، فإذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله، كما أخبر نبينا الكريم، عليه الصلاة والسلام.

فلا تخفى بعد هذا أهمية القلب وعلو شأنه، خاصة أن القرآن والسنة قد أكثرا في نصوصهما من ذكر القلب وأحواله وهذا يعزز تلك الأهمية، ففي القرآن العظيم ذكر الله تعالى في آيات عديدة أن القلب هو محل الإيمان أو الكفر أو النفاق، ومحل اللين أو الخشوع أو القسوة، ومحل القبول أو الجحود، ومحل الرحمة أو الفظاظة، ومحل الطهارة أو المرض، ومحل الصبر أو الجزع، ومحل الهداية أو الزيغ. قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16]، وقال: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10]. وقال: ﴿ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

وفي السنة الشريفة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القلب هو محل الصلاح أو الفساد، ومحل التقوى، ومحل نظر الله من العبد، ومحل التمييز بين البر والإثم، ومحل عرض الفتن عليه أينكرها أم يقبلها، وهذا يدل على أهمية القلب من الناحية الروحية.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)[2].

أيها المسلمون، ولما كان القلب في هذه المنزلة السامية من الأهمية والأثر كان على الإنسان أن يشكر الله على نعمته عليه بالقلب الذي يصلح به دينه ودنياه، ويسأله أن يعينه على حفظه من كل شر.

فكيف يكون شكر القلب يا عباد الله؟
إن شكر القلب على وجه العموم: يكون بالحفاظ على حياته وصحته الإيمانية؛ وبهذا يؤدي حق الله تعالى وحق خلقه، فتسرع الجوارح إلى الطاعات، وتبطئ عن السيئات، وتكون السعادة في العاجل والآجل، قال ابن القيم: "والمقصود: أن صلاح القلب وسعادته وفلاحه موقوف على هذين الأصلين [كمال حياته ونوره] قال تعالى: ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [يس: 70]، فأخبر أن الانتفاع بالقرآن والإنذار به إنما يحصل لمن هو حي القلب، كما قال في موضع آخر: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: 37]. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]. فأخبر سبحانه وتعالى أن حياتنا إنما هي باستجابتنا لما يدعونا إليه الله والرسول من العلم والإيمان فعلم أن موت القلب وهلاكه بفقد ذلك"[3].

ومن وسائل حصول حياة القلب وصحته: حب الحق وإيثاره على غيره، وقبول ما جاء به، فعلى المسلم أن يوطن قلبه على استقبال نور الحق والعمل به، وأن لا يقدم عليه الباطل مهما كان مغريًا.

ومن تلك الوسائل أيضًا: الحرص على كثرة ذكر الله تعالى وتعظيمه والثناء عليه؛ فإن ذلك للقلب كالماء للسمك. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. ويقول سبحانه في الأمر بالذكر وذكر فائدته: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

ومن ذلك أيضًا: الإكثار من قراءة القرآن قراءةً متأنية متدبرة، تغرس في القلب معاني القرآن وآثاره، وليس قراءة تأتي على الآيات والسور ولا تتجاوز الأبصارَ إلى البصائر، ولا اللسانَ إلى شغاف الجَنان. قال تعالى: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].

ومن وسائل حياة القلوب وصحتها: زرع توحيد الله ومحبته في القلب، وتعاهد ذلك بالمتابعة والتنمية، فليس هناك "صلاح للقلوب حتَّى تستقرَّ فيها معرفةُ اللهِ وعظمتُه ومحبَّتُه وخشيتُهُ ومهابتُه ورجاؤهُ والتوكلُ عليهِ، وتمتلئَ مِنْ ذَلِكَ، وهذا هوَ حقيقةُ التوحيد، وهو معنى لا إله إلا الله، فلا صلاحَ للقلوب حتَّى يكونَ إلهُها الذي تألَهُه وتعرفه وتحبُّه وتخشاه هوَ الله وحده لا شريكَ له"[4].

ومن الوسائل أيضًا: الزهد عن الدنيا، والرغبة في الآخرة؛ فمن تعلق قلبه بالآخرة وما فيها، وأعرض عن الدنيا وزينتها صلح قلبه واستقام فأدى بذلك شكر الله تعالى. فهذا من شكر القلب.

أيها الأحبة الفضلاء، إن من جحود النعمة أن يملأ العبد قلبه بمساخط الله، والذنوبُ هي تلك المساخط وهي أمراض القلوب، وليس أضر على القلب من مقارفة الذنب، ولا حياة له إلا بتركه:
رَأَيتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ القلب
وَقَد يُورِثُ الذُّلَّ إِدمَانُهَا القلب
وَتَركُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ القلب
وَخَيرٌ لِنِفسِكَ عِصيَانُهَا[5]. القلب

وهذه الذنوب الواردة على القلب قد تكون ذنوب شهوات تعارض الأمر والنهي، وقد تكون ذنوب شبهات تعارض أخبار الوحي.
فمن الناس من يعمر قلبه بالكفر أو النفاق أو الشك فيما يجب اليقين به، أو حب البدع والميل إليها.
ومن الناس من يملؤه بأمراض أخرى مثل: الرياء والعُجب، والحسد والغِل، والكيد والمكر، والقسوة، وحب الفواحش.

وهذه الأمراض الباطنة لها أثر كبير على أعمال الجوارح، فما في الجوارح من الاعوجاج إنما هو أثر تلك الأمراض القلبية. ولا سلامة لدين الإنسان وراحة دنياه إلا بالسلامة من تلك الأمراض المهلِكة.

فعلى من يريد قبول عمله الصالح أن ينزع من قلبه العجب به، ومراءاة المخلوقين بعمله؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتغى به وجهه، قال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: 2-3].

وعلى من أراد الراحة والسعادة، والسلامة من الظلم والحيف أن ينقي قلبه من الحقد والحسد لإخوانه المؤمنين، وأن يحاول الانتصار على نفسه بتطهيرها من هذا الدغل.

وعلى من أراد التأثر بالقرآن والطريق إلى العمل به، وأراد الرحمة بمن يستحقون الرحمة أن ينزع القسوة من قلبه، ويحل محلها اللين لذكر الله وآياته، والعطف على إخوانه المسلمين، قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 22-23].

نسأل الله أن يصلح قلوبنا، ويطهرها من كل سوء.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المسلمون، إن القلب إذا شكر الله تعالى؛ فحُلِّي بما يحب الله تعالى من الأعمال الإيجابية، وخُلِّي عما يكره الله تعالى من الأفعال السلبية فقد صار قلبًا حيًّا صحيحًا. "وحياة القلب وإضاءته مادة كل خير فيه، وموته وظلمته مادة كل شر فيه"[6]. فـ"إذا قوي نوره وإشراقه انكشفت له صور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه، فاستبان حسنَ الحسن بنوره وآثره بحياته، وكذلك قبح القبيح"[7]. وأصبحت حياة القلب هي الطريق إلى الوصول إلى الله تعالى، والتنعم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فمن كان أتم حياة في قلبه كان أتم حياة في دنياه وآخرته. وبتلك الحياة يصير القلب قلبًا شاكراً، متصفًا بأحسن الصفات، متجملاً بأجمل السمات.

فالقلب الشاكر قلب صالح، وهذا القلب الصالح يعود صلاحه على الجوارح كلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)[8].

قال ابن رجب رحمه الله: "فإنْ كان قلبُه سليماً، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يُحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه، صلحت حركاتُ الجوارح كلّها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرَّمات كلها، وتوقٍّ للشبهات؛ حذراً مِنَ الوقوعِ في المحرَّمات، وإنْ كان القلبُ فاسداً قدِ استولى عليه اتِّباعُ هواه، وطلب ما يحبُّه، ولو كرهه الله، فسدت حركاتُ الجوارح كلها، وانبعثت إلى كلِّ المعاصي والمشتبهات بحسب اتِّباع هوى القلب؛ ولهذا يقال: القلبُ مَلِكُ الأعضاء، وبقيَّةُ الأعضاءِ جنودُه، وهم مع هذا جنودٌ طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيءٍ من ذلك، فإنْ كان الملكُ صالحاً كانت هذه الجنود صالحةً، وإنْ كان فاسداً كانت جنودُه بهذه المثابَةِ فاسدةً، ولا ينفع عند الله إلاّ القلبُ السليم"[9].

والقلب الشاكر متى امتلأ بعظمة الله "محا ذلك مِنَ القلب كلَّ ما سواه، ولم يبقَ للعبد شيءٌ من نفسه وهواه، ولا إرادة إلاَّ لما يريدهُ منه مولاه، فحينئذٍ لا ينطِقُ العبدُ إلاّ بذكره، ولا يتحرَّك إلا بأمره، فإنْ نطقَ، نطق بالله، وإنْ سمِعَ، سمع به، وإنْ نظرَ، نظر به"[10].

والقلب الشاكر راغب في الآخرة، زاهد عن الدنيا، فكلما "صح من مرضه ترحل إلى الآخرة، وقرب منها حتى يصير من أهلها، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها حتى يصير من أهلها"[11].

والقلب الشاكر موعود صاحبه بالنجاة يوم القيامة؛ لأنه قلب سليم، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

و"القلب السليم هو: "الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله، فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه، والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق"[12].

فما أحسن شكر القلب يا عباد الله، وما أجمل أثره على حياة المرء في عاجل أمره وآجله! ألا فاتخذوا قلوبًا شاكرة تسعدوا في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرا، ولسانًا ذاكرا، وزوجة تعينه على أمر الآخرة)[13].

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه..



الموضوع الأصلي : شكر القلب || المصدر : منتديات عاشق الحروف


a;v hgrgf




 توقيع : ملكة الحنان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 10:44 PM   #2



 
 عضويتي » 721
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (05:01 AM)
آبدآعاتي » 17,094
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
 التقييم » روح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
اوفياء المحبة وسام المركز الاول حور مخملي 
 

روح غاليها غير متواجد حالياً

افتراضي



ملكة الحنان
مواضيعك دايم تشدني
موضوع ممتع حيل
الله لايحرمني منك


 توقيع : روح غاليها

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 10:46 PM   #3

ضوء القمر


 
 عضويتي » 784
 جيت فيذا » Nov 2022
 آخر حضور » 02-27-2024 (12:29 PM)
آبدآعاتي » 18,113
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Libya
جنسي  »
 التقييم » نورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond reputeنورسين has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
القلم الذهبي حضور من نور حرف مميز مجهود وافر 
 

نورسين غير متواجد حالياً

افتراضي



عليه افضل الصلاه والسلام
شكرا لك على النقل المميز دمت بخير وعافية


 توقيع : نورسين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 11:11 PM   #4



 
 عضويتي » 717
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (04:25 AM)
آبدآعاتي » 20,057
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » بليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
المحبة حور مخملي اوفياء الترحيب 
 

بليت بك غير متواجد حالياً

افتراضي



بيض الله وجهك
على هالابداع الغير مستغرب ..


 توقيع : بليت بك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 11:12 PM   #5



 
 عضويتي » 315
 جيت فيذا » Apr 2021
 آخر حضور » 09-10-2023 (11:08 PM)
آبدآعاتي » 707
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » سلطان الزين is just really niceسلطان الزين is just really niceسلطان الزين is just really niceسلطان الزين is just really nice
 

سلطان الزين غير متواجد حالياً

افتراضي



كل الورود لك


 توقيع : سلطان الزين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 11:18 PM   #6



 
 عضويتي » 727
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (05:04 AM)
آبدآعاتي » 18,890
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
 التقييم » أميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
اوفياء حور مخملي أنيق الحضور اوفياء 
 

أميرة قلبة غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب


 توقيع : أميرة قلبة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 11:29 PM   #7



 
 عضويتي » 670
 جيت فيذا » Jan 2022
 آخر حضور » اليوم (04:54 AM)
آبدآعاتي » 15,598
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
اوفياء حور مخملي أنيق الحضور اوفياء 
 

نبض القلوب غير متواجد حالياً

افتراضي



سلمت يداك على الطرح الطيب
يعطيك ربي العآفيه
لك خالص احترامي


 توقيع : نبض القلوب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-12-2022, 11:48 PM   #8



 
 عضويتي » 722
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (05:06 AM)
آبدآعاتي » 17,251
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » سكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
النشاط المحبة حور مخملي أنيق الحضور 
 

سكون غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~


 توقيع : سكون

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-13-2022, 12:14 AM   #9



 
 عضويتي » 703
 جيت فيذا » Mar 2022
 آخر حضور » اليوم (05:01 AM)
آبدآعاتي » 17,840
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » فتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
المحبة وسام المركز الثاني حور مخملي أنيق الحضور 
 

فتنه غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا وبارك بك
لهذا الجلب الطيب
وهذا العطاء المفعم بالخيرات
نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك يارب
تقديري لجهودك الدائمة
دمت بمرضاة الله ..
الله يسعدك
ابداعك فاق الحدود والله ):
كنت هنا فتنه


 توقيع : فتنه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 11-13-2022, 12:37 AM   #10



 
 عضويتي » 723
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (05:06 AM)
آبدآعاتي » 19,390
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » عطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
النشاط المحبة حور مخملي اوفياء 
 

عطرك هوايا غير متواجد حالياً

افتراضي



شكرآ لـ هذة اللفته
الله لايحرمنا منك ومن ابداعاتك الشيقة ..
دمت لنآ


 توقيع : عطرك هوايا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القلب
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

RSS RSS2.0 XML HTML INFO GZ MAP SITEMAP TAGS


الساعة الآن 05:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

ارشفة إكساء هوست