أذكر ذات يوم أن اتهمني أحد أساتذتي ـ قبل الامتحانات مباشرة ـ بفعل لم أقترفه، فاعترضت اعتراضاً شديداً، وصممت على ألا أبدي أسفاً أو اعتذاراً .
وحين علم أبي ـ حفظه الله ـ وبخني، قائلا : مشي الحال، هو مدرسك وقادر على إيذائك، وقتئذ شعرت بغصة عميقة، لم أتصور أن يخذلني وقد كنت على حق وأحتاج إلى النصرة .. حفظه الله وغفر له .
لكن الأخطر أنه كاد أن يترسخ في ذهني مفهوم حياتي خطير يدعى " اخفض رأسك لكل عاصفة"، ويحي إذن فالحياة كلها عواصف .
يا الله .. أنظر يا صاحبي ربنا يصف قوم ما بأنهم "ظالمي أنفسهم" أي ظالمين، هم يتحججون بأنهم كانوا ضعفاء، مساكين، مستضعفين ..
ظنوا انكسارهم دليل على انخلاع حولهم وقوتهم .. لكن الله يصفهم بالظالمين ..
ثم مآواهم جهنم وساءت مصيرا .
القرآن لا يربي دراويش إذن، لا يربي كسالى ضعيفي الهمة، القرآن هو دستور الأقوياء، هو مُلهمهم، هو الذي يخوفهم ويرهبهم من قبول الظلم .. فقبولك للظلم يعني أنك ظالم .. ويعني أن خاتمتك لن تكون خيرا .