لقد أمر الشارع الحكيم بحفظ اللسان
إلا من خير، سيما في حال الصيام في رمضان
وغيره، فقد صحَّ عنه -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيراً أو ليصمت"، وصحَّ عنه كذلك
وقد سئل: أي المسلمين أفضل؟ فقال:
"من سلم المسلمون من لسانه ويده"،
وصحَّ عنه أنه قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة
ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد
مما بين المشرق والمغرب"، ورضي الله عن ابن مسعود
حيث قال: "ما من شيء أحق بالسجن من اللسان".
يتعين حفظ اللسان في كل زمان ومكان، سيما
للصائم في رمضان وغيره من الآتي:
أولاً: الدعاء والاستغاثة بغير الله -عز وجل-،
لا بملك مقرب، ولا بنبي مرسل، ولا بعبد مكرم،
لأن الدعاء هو العبادة، ولا يحل صرف شيء
من العبادة لغير الله، وهذا من أخطر
صور الشرك الأكبر.
ثانياً: الحلف بغير الله، لا بنبي، ولا برسول،
ولا عبد صالح، ولا بالآباء، ولا بالطلاق، فمن
حلف بغير الله فقد أشرك، والحلف بالله كاذبًا
أخف من الحلف بغير الله صادقًا.
ثالثاً: السباب والشتم واللعن، فهي من الكبائر،
روي الترمذي وحسنه عنه -صلى الله عليه وسلم-:
"ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش،
ولا البذيء"، وفي صحيح مسلم: "لا يكون اللعانون
شفعاء ولا شهداء يوم القيامة".
رابعاً: الكذب، والغيبة، والنميمة، والبهتان، قال -تعالى-:
"وَلا يَغتَب بَّعضُكُم بَعضًا"، وقال: "هَمَّازٍ, مَّشَّاء بِنَمِيمٍ"،
وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يدخل
الجنة نمَّام"، وصح عنه كذلك أنه قال: "آية المنافق ثلاث:
إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان".
خامساً: التجسس على مسلم مستور الحال،
قال -تعالى-: "وَلا تَجَسَّسُوا".
سادساً: الغش، قال -صلى الله عليه وسلم-:
"من غشنا فليس منا".
سابعاً: أن يتحدث الإنسان بكل ما سمع: "بحسب
المرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع".
ثامناً: شهادة الزور.
تاسعاً: الطعن في الأنساب والافتخار بالأحساب.
عاشراً: الإكثار من المزاح والكذب فيه،
كان -صلى الله عليه وسلم- يمزح ولا يقول إلا صدقاً.
أحد عشر: أن يري الإنسانُ عينيه ما لم تريا.
الثاني عشر: أن يكذب ليضحك الآخرين.
القائل والمستمع والمتلذذ بذلك كلهم في الإثم سواء.
وتذكر أخي قول رسولك -صلى الله عليه وسلم-:
"كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع
والعطش"، وقوله: "من لم يدع قول الزور
والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".
أعاننا الله و إياكم على صيانة ألسنتنا وحفظ صيامنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين