«من أفضل ما يقوم به المرء من الأعمال الصالحة، لما فيه من إحياء لمكارم الأخلاق»، هكذا يصف علماء الدين العمل التطوعى، كالصدقة والأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس، مؤكدين أنه ضرورة اجتماعية وفريضة عصرية وحتمية أخلاقية ومُتطلب أساسى من متطلبات بناء المجتمع، إذ يعزز الشعور بالمسئولية وقيم المواطنة، ويبنى مواطنا محبا لبلده وللخير، مطالبين بنشر ثقافة التطوع، وتكريس حب التطوع منذ الصغر، واستخدام منصات الإعلام لتكثيف التوعية حول أهمية العمل التطوعى وتوفير مقومات نجاحه، وتشجيع الشباب على الإقبال عليه.
الدكتور خالد سعيد، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، يرى أن العمل التطوعى بمختلف جوانبه وصوره الاجتماعية، من بذل الجهد المادى والمعنوى، يُعد من مظاهر الانتماء الدينى والأخلاقى، فهو من توجيهات الشريعة قرآنا وسنة، فمن ذلك قوله تعالى: «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» ومن السُنة قوله صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى». ومن هنا تتلاقى أوامر الشريعة فى مجالاتها الاجتماعية مع مقتضيات الحياة، وضروراتها.
ويحذر من أن عدم توصيل الحقوق إلى مستحقيها يُعد خللاً فى النظام الاجتماعى، مؤكدا أن الإسلام يعنى بأن يكون العمل التطوعى صادرا عن اقتناع وقدرة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأن العمل التطوعى ينشئ جيلا قادرا على البذل والتضحية وتحمل المسئولية، مما ينعكس بدوره على أفراد المجتمع، ويؤدى إلى نشر المحبة والتكاتف، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى يعانيها العالم أجمع. لكم خالص تحياتى وتقديرى الدكتور علــى حسـن