هل هناك وعود من الله عز وجل لعباده؟.. بالتأكيد نعم، ولكن ما هي؟.. كلها وعود تدور في فلك من كان مع الله لن يضيعه الله أبدًا، بينما من ابتعد للأسف وقع فيما لا يفيده.
ومن هذه الوعود:
الوعد الأول:
قوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» ( غافر 60)، فالدعاء من أعظم أسباب دفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «إِن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عبد الله بالدعاء»، كما أنه سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم، وهو مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين، ففي حديث معاذ رضي الله عنه الذي رواه البخاري قال صلى الله عليه وسلم: «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب».
الوعد الثاني:
أما الوعد الثاني فهو في قوله تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ» ( البقرة 152)، أي اذكروني بالصلاة والتسبيح، ثم يأتي (أذكركم)، أي أجازيكم على ذلك، وفي الحديث القدسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل قال: «من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير من ملئه».
الوعد الثالث:
أما الوعد الثالث ففي قوله تعالى: «إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم 7)، والمعنى: الحث على شكر الله دائمًا، والنتيجة زيادة هذه النعم بلا حدود.. وما ذلك إلا لأن الشيطان يمنع معظم الناس من شكر الله، بل ويجعل الناس يتجاهلون هذه النعم كما حكى ربنا سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: « ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ» (الأعراف : 17-18).
الوعد الرابع:
وفي الوعد الرابع، يقول الله عز وجل: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» ( الأنفال 33)، وهو وعد إلهي بأن الله عز وجل لن يعذب عباده مادام فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكريمًا له عليه الصلاة والسلام، ثم يكملها بأنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تكون الطريقة في عدم التعذيب هي الاستغفار.. ومعنى الآية هنا يؤكد أن وجود النبي صلى الله عليه وسلم، بين الصحابة هو ما درأ عنهم العذاب، وبالتالي فإن الاستغفار يسبب رضا الله سبحانه وتعالى، فالله يفرح بتوبة عبده، فحين يستغفر يتسبب ذلك في الخير ودرء العذاب ورضا الله كذلك.