▪️على الرغم من قساوة العيش وثقل البلاء، إلا أن الإنسان لا يخلو قط من زحام من نعم الله يحيط به، وإن من الناس من لا يستطيع أن يبتلع لقمته، إلا مع تجرع آلام المرض، التي تكاد تقتلع قلبه من بين صدره، وإن من الناس من لا يستطيع أن يخرج طعامه إلا عبر أنبوب يخرج من جانبي بطنه، وإن من الناس من لا يملك قوت يومه، قد أحاطت به المجاعة حتى أنه يموت جوعًا.
الحياة مؤلمة لا شك في هذا، فهو جزء من طبيعة امتحان الإنسان الذي يُجازى فيه الصابر الشاكر.
وإن مما يستعان به على اجتياز هذا الألم أن يمتن الإنسان للنعم التي بين يديه والتي يحلم بها غيره فلا يكاد ينالها، ورسول الله يقول: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) أخرجه الترمذي(2346)، وابن ماجه(4141).
والله يقول: فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ الأعراف/69.
فلا تغفلي عن نعم الله عليك، وأديمي شكر الله عليها فإن هذا يُفرج الهم ويزيد في النعم.