قد تولِد المحن تسامحًا مع الآخرين ولو وقتيًّا؛ فالكل في المحنة سواء، إلا أن الأمر –على ما يبدو– في أوكرانيا مختلفٌ؛ إذ تضج وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم طلاب عرب وأفارقة، تفيد بتعرُّضهم للعنصرية، والفصل العنصري من قوات الأمن الأوكرانية، وذلك أثناء عبورهم الحدود الأوكرانية فرارًا من الحرب الدائرة في البلاد.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "CNN" الأمريكية، فإن الكثيرين من الطلاب الأجانب الذين يحاولون مغادرة أوكرانيا يتعرضون لمعاملة عنصرية من قِبل قوات الأمن الأوكرانية ومسؤولي الحدود!
وتقول طالبة طب إفريقية إنها أُمرت وغيرها من الأجانب بالخروج من حافلة نقل عام عند نقطة تفتيش حدودية بين أوكرانيا وبولندا، وأكدت أنه طُلب منهم الترجُّل، فيما انطلقت الحافلة لتعبر الحدود حاملة مواطنين أوكرانيين فقط!
فيما أشارت طالبة الطب النيجيرية، راشيل أونيجبولي، إلى أنها تُركت عالقة في بلدة شيهيني الحدودية على بُعد نحو 400 ميل من العاصمة الأوكرانية كييف، وبينما كانت الحافلات تنقل الأوكرانيين قيل للأجانب إنه يتعيَّن عليهم السير!
عُنف وضرب
وبحسب شهادات الشهود، فإن الأمر لم يتوقف عند حدود الفصل العنصري، بل وصل الأمر إلى تعرُّض الأجانب للضرب على يد قوات الأمن الأوكرانية. وتقول طالبة الطب الهندية، ساكشي إيجانتكار، إنهم لم يسمحوا للنساء الهنديات وغيرهن من الأجنبيات بالمرور إلا بعد استجدائهم، فيما تعرَّض الرجال للضرب، ولم يُسمح لهم بالعبور!
وتضيف الفتاة الهندية: "رأيتُ رجلاً مصريًّا يقف في المقدمة، ويداه على القضبان، وبسبب ذلك دفعه أحد الحراس بقوة شديدة؛ فارتطم الرجل بالسياج المغطَّى بالمسامير، وفَقَد وعيه". متابعة: "أخذناه بعيدًا لإنعاشه، ولم يهتموا بما حدث له".
انزعاج إفريقي
ودعت تلك التقارير المتزايدة حول العنصرية والتمييز الاتحاد الإفريقي إلى الإعراب عن انزعاجه من رفض عبور المواطنين الأفارقة الحدود الأوكرانية بأمان.
وقال البيان: "لكل الناس الحق في عبور الحدود الدولية أثناء النزاع؛ وعلى هذا النحو يجب أن يتمتعوا بالحقوق نفسها للعبور إلى بر الأمان أثناء الصراع في أوكرانيا، بغض النظر عن جنسيتهم أو هويتهم العرقية".
مضيفًا: "إن التقارير التي تفيد باستهداف الأفارقة بمعاملة مختلفة غير مقبولة، وستكون عنصرية بشكل صادم، وتنتهك القانون الدولي. وفي هذا الصدد يحثُّ رؤساء الهيئات جميع البلدان على احترام القانون الدولي، وإظهار التعاطف والدعم نفسَيْهما لجميع الأشخاص الفارين من الحرب بغض النظر عن هويتهم العرقية".
وفي خضم تلك المزاعم بالتعرض للعنصرية انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لطالب مغربي، يُشهر سكينًا أثناء ركوبه قطارًا متجهًا إلى إحدى المدن الحدودية، ومنها إلى خارج أوكرانيا. وبحسب الرواية المنتشرة على صفحات التواصل المغربية، فإن الطالب وجد تمييزًا بين الأوكرانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى؛ ما اضطره إلى التدخل بتلك الطريقة للسماح للعرب والأفارقة بركوب القطار، وعدم تمييزهم.