وعلينا أن نُبعد السيدة أيضاً عن أيِّ مشكلةٍ ونحاول حلّها دون أن نزعجها
بمشاكلٍ كهذه ، لتتفرغ هي لعملها الذي تقوم به
بصفاء ذهن وفكر
يوحنا وعوفرا معا :الله الله عليك يا المظفر
المظفرمبتسماً :لا زلت أتحدث عن كلمات الإطراء وأنتما لا زلتما
مصرّان عليهما ، تُطريان وتمتدحان
عوفرا :أنت تستحق أيها المظفر المبجل ، وما قلته هو عين العقل والرأي السديد
وأنا كما قلت سابقاً وأمام الجميع أني فوضتك عن نفسي
بأن تقوم بما تراه مناسباً إن وجدت بعملي أي اعوجاج
ونحن معك إن شاء الله سائرون
المظفر :اذن اتفقنا ، وان شاء الله دوماً متفقين
فلنعد الى اعمالنا يا أصدقاء .
فذهب كلٍ منهم الى حيث عمله يتطلب منه التواجد فيه .
(( في هذه الأثناء السيدة منشغلة بالحديث والإتفاق مع صديقةٍ لها
من ذوات الخبرة بأعمال القصور وتنظيمها وترتيبها
فقد أرادت السيدة من صديقتها أن تأتي وتعمل معها على إعادة هيكلة وترتيب
القصر بحسب خبرتها في هذا المجال فعرضت عليها بأن تنضم اليها في القصر
ولها مُطلق الحرية والصلاحيات بأن تُرتب ما تراه مناسباً في كل أنحاء القصر
دون أن يتدخل أي أحد في عملها وما تقوم به
وهذا أيضاً كان شرطاً أساسياً لصديقة السيدة ، أن تعمل بمطلق الحرية
وعدم التدخل من أي أحد مهما كانت صفته في القصر
وعلى هذا تم الاتفاق بينهن ، على أن تأتي صديقة السيدةوتباشر عملها في اليوم التالي ))
السيدة قامت بهذا الإتفاق والذي صار قراراً دون علم أي أحدٍ من ثالوث ادارة قصرها
...
المكان { مكتب السيدة }
( المشهد الثاني )
حضرت صديقة السيدة في صبيحة اليوم التالي
واستقبلتها السيدة استقبالاً حاراً
وجلستا ووضعتا النقاط على الحروف باتفاقهن الذي أبرمنهُ بالأمس
طلبت الصديقة من السيدة :
عليك الآن غاليتي أن تقدميني وتُعرِّفيني على طاقم ادارة قصرك الجميل هذا
فقالت السيدة :طبعاً عزيزتي سيتم ذلك وفي الحال
- أرسلت السيدة بطلب المظفر وعوفرا ويوحنا ليأتوا الى مكتبها في الحال –
حضر ثلاثتهم لمكتب السيدة ، وألقوا عليها التحية
وكذلك على صديقتها الجالسة أمامها
فقالت السيدة :أهلاً بكم أيها الاخوة ، أرسلت بطلبكم كي أقدمكم
لصديقتي الغالية جداً على قلبي(مشاعر )- مشاعر هو اسم صديقة السيدة –
وأقدمها لكم ، لتتعرفون على بعضكم البعض
ومن هنا أعلن لكم أن مشاعر هي آتية الينا من أجل مساعدتنا والاهتمام
بكل نواحي القصر ، ولها كامل الصلاحية ومطلقها في عمل أي شئ تراه مناسباً للقصر ولنا وأريد منكم أن تمدوا لها يد العون حين تحتاج لذلك ،
وأن تلبوا لها طلباتها حين تطلب
وبعبارة أخرى أريدكم أن تفهموا أن مشاعر
هي بمثابة نفسي في القصر
عوفرا : أهلاً أهلاً بسيدتنا الجديدة مشاعر
هذه سعادةٌ لنا أن تكون معنا هنا
انسانة رقيقة وبخبرةٍ متشبعةٍ في أمور ترتيب وهندمة القصور
لترتب وتُهندم– مبستماً وناظراً ناحية المظفر -
لنا بعض الفوضى الموجودة لدينا
يوحنا – ظاهر على وجهه علامات الخجل المصطنع : -
حياّكِ الله بغاليتنا مشاعر ، أنرتِ القصر ومَن فيه مشاعر :حياكم الله جميعاً ، وأنا سعيدة أني مع صديقتي الغالية
ومعكم هنا، وما أريده منكم فقط مساعدتي في هذه الفترة لأني جديدة بينكم وفي القصر
وكل الموظفين لا يعرفوني ولا أنا أعرفهم فهذه مسؤوليتكم
أن تعرفوهم بي وتعرفوني بهم
وكذلك مساعدتكم لي أن تلقوا لي الضوء على كافة أنحاءالقصر
وجوانبه فهو قصر كبيروواسع كما ترون
(( في هذه الأثناء ، ومع هذا الكيل الهامر من عبارات الترحيب المبالغ فيها
المظفر فقط جالس ويستمع ، ولم ينبس ببنت كلمة ، فهو مستمعٌ جيد
في هكذا حالات ))
وقف المظفر وقال :اهلاً بكِ اختنا مشاعر ، إن شاءالله نكون لكِ عوناً بأيِّ شئٍ تريدينه منا
اعذروني الآن فلدي بعض الأعمال لأنجزها
غادر المظفرمكتب السيدة ، وبكثيرٍ من تساؤلات تدور في خُلده لمَ ولماذا وكيف ؟؟!
لكنه لم يعبأ للأمر كثيراً ، وتابع عمله كالمعتاد
...
المكان { مكتب المظفر }
( صبيحة اليوم الثاني )
( المشهد الثالث )
نظر المظفر من نافذة مكتبه وبيده فنجان قهوته الصباحية
فهي تُطلُّ مباشرةً على حديقة القصر
ولكنه قلّما ما يفتح نافذة مكتبه
فأذهله ما رآه في الحديقة والتي هو معتادٌ عليها
أن لا يرى بها سوى المسؤول عنها وعن نظافتها وترتيبها
فرآى على تلك الطاولةِ المستديرةِ مجتمعين كلهم ب
قهوتهم الصباحية
( السيدة ومشاعروعوفرا ويوحنا )
والابتسامات الكبيرة ظاهرة على وجوههم من بُعد
فقال في نفسه :ما الذي يجري هنا ، أيعملون أم أنهم يتسامرون
ومالي أنا في هذا كله فليكن ما يريدون طالما هي السيدة موافقة على ذلك.
ودخل وجلس على كرسي مكتبه يراجع الأعمال التي تنتظره
ليقوم بها وينجزها.
{ حديقة القصر }
( المشهد الرابع )
طاولةٌ مستديرةٌ يجلسون حولها أربعتهم
يتسامرون تارةوتارةٌ اخرى يتحدثون عن أعمال القصر
- مشاعرسيدة تمتلك حسٌّ مختلف ، وشديدة الملاحظة وذكيةٌ في تعاملها
كما هي هادئة ، ولها نظرةٌ ثاقبة في مُحدِّثها أو المُقابل لها -
أرادت مشاعر أن تعرف نوعية الأشخاص التي أتت لتعمل معهم
ولها في أسألتها لهم مغازي ومعاني
فسألت عوفرا :قلّ لي عوفرا ، هل راقت لك قهوتي الصباحية ؟
عوفرا :قهوةٌ ولا ألذ ولا أطعم ، حقاً أتذوقها باشتهاءٍ ولذة
ولا أريد لهذا الفنجان أن ينتهي .
- بنظرةٍ خاطفة من مشاعر لعيني عوفرا ، فهمت أنه شخصٌ لا يُستهان بخبثه -
وأعادت نفس السؤال على يوحنا
فرد يوحنا :حقاً إنها لذيذة وشهية ، ولكن ليس بالكم الذي قاله عوفرا– وابتسم -
مشاعر : قهوتي بالعادة لذيذة يوحنا ، ولكن كما قلت ليست بتلك اللذة التي وصفها عوفرا
أظنه بالغ في الاطراء ولا أدري هو اطراءٌ لي أو لقهوتي– وابتسمت –
لم يرق لعوفرا ما أجابت به مشاعر بخصوص اطرائه لها ولقهوتها
ومشاعر بالمقابل أخذت صورةٌ والتقاطةٌ حيّةٌ عن كلاهما
واستأذن كلٍّ من عوفرا ويوحنا عادا الى مكتبهما
وبقيت السيدة ومشاعر جالستين في الحديقة
فسألت السيدة مشاعر :حدثيني مشاعر ما هو تصورك الآن بشكل عام ؟
مشاعر :إن كنتِ تريدي تصوري عن القصر ، فهو بحاجة عمل وترتيب
وهذا لن يتم دفعةً واحدة ، بل سأنفذ الترتيب بكل جزءٍ في القصر على حدى السيدة :فكرة رائعة وسديدة مشاعر ، وأنا معكِ في هذا الرأي
ولكن قولي ما رأيك في الأشخاص الذين اجتمعتِ بهم ؟
مشاعر :أظن أني كونت صورة عن كلِّ واحدٍ منهم ، مع أني لم أجتمع بعد
بمن اسمه " المظفر " بعد فإني أراه دوماً منهمكاً بعمله
السيدة :نعم المظفرلا يتهاون بعمله وهو بالنسبةِ لي العين الساهرة
في القصر وهو الحامي لقصري ولي مشاعر :آهٍ منكِ أنتِ ، كأني أرى في عيونك ملامح حب للمظفر وأنتِ تتحدثين عنه
وعلى كل الأحوال أنا أراه عن بُعد أنه رجل صادقٌ في عمله ويستحق الحب والاحترام
السيدة :لا تضيعي الموضوع مشاعر ، سألتك عن رأيك ؟
مشاعر :حسناً ، سأقول لكِ بكل صدق ووضوح ، ومن بعد اذنكِ إن أذِنت لي
فأنا افضل الإجتماع بكلٍّ من المظفر ويوحنا بمكانٍ خارج القصر
حتى استطيع معرفتهم أكثر عن قُرب ، خارج نطاق القصر والعمل
وهم كذلك سيكونون بتركيزٍ أكثر معي لمتطلباتي منهم
السيدة :خارج القصر !!.. هذا ما لم اسمح به نهائياً مشاعر وأظنك تعرفين هذا جيداً وهذا عندي قانون ومبدأ اتخذته لقصري ،ولكن لمَ المظفر ويوحنا هما اللذان اخترتيهما ؟
مشاعر :اعجبني اسلوب وتفاني المظفر في عمله ، وأرى فيه أنه الأكثر فائدة لي
لمساعدتي لمباشرة ما سأقوم به من اعادة ترتيب وتهيئة للقصر
أما يوحنا فأنا أراه أنه عامل مساعد وممكن أن أستفيد من ايجابياته
السيدة :وعوفرا ؟ ألم يرق لكِ ؟
مشاعر :بتاتاً لم أرتح له
السيدة :أوجدتِ فيه ما يعيب ؟
مشاعر :عيوبه رأيتها كثيرة ، وأهمها الخبث الذي يتحلى به ، وهذا هو رأيي
السيدة :هزت برأسها كأنها استغربت من كلام مشاعر
حسناً مشاعر أنا منذ البداية اعطيتك الصلاحية في التصرف كما تشائين
وباستطاعتك دعوة المظفر ويوحنا للمكان الذي تريديه
فلن اعترض طريقك لكن ليبقى الأمر بيننا فقط
مشاعر :وهذا ما كنت اتوقعه منك غاليتي، لأننا نعمل
سوياً بثقةٍ مطلقة وسيبقى الأمر فقط بينين وبينك وبينهما
السيدة :ثقتي بكِ عالية وكبيرة جداً ، فعلى بركة الله ، سأذهب الآن لأرتاح
مشاعر :وأنا كذلك ، لكن قبلها سأوجه دعوة للمظفر ويوحنا حتى نلتقي غداً
فخير البر عاجله عزيزتي
السيدة :لكِ ما تشائين ، أراكِ على خير
كلٍّ من السيدتين غادرتا الحديقة ، فتلك ذهبت لتأخذ قسطاً من الراحة
ومشاعر ذهبت ووجهت دعوتها للمظفر ويوحنا
الا أن المظفر قبل موافقته سألها
إن كانت تعلم السيدة بهذا الشأن أم لا ؟
فأجابته مشاعر - وهي مذهولة من سؤاله وموقفه -
على العكس من يوحنا الذي وافق على طلبها سريعاً ودون تفكير :
طبعاً تعلم ، واعلَمْ أنت أنني لا أقوم بشئ الا بعلمها
المظفر :وهذا حقاً ما أريده وأرتاح له ، فعلى بركة الله ، غداً لنا لقاء إن شاءالله
غادرت مشاعرمكتب المظفر ، في حين المظفر ظل يفكر في طبيعة هذا اللقاء
الذي أرادته مشاعر هذه / فما الذي تريده منه ومن يوحنا، وما الذي يدور خُلدها
إلا أنه استسلم في النهايةوقال في نفسه : غداً لناظره قريب .
ومع المظفر أقول
إن غداً لناظره قريب
وحلقتنا القادمة قريبة إن شاءالله
لنعرف فيها تفاصيل اللقاء الثلاثي
بين مشاعر والمظفر ويوحنا
فابقوا قريبين منا
محبتي لكلكم واكاليل غار