وصلت مشاعر الى القصر ، وذهبت فوراً الى مكت المظفر تستفسر منه عن الذي حصل في غيابها ، دخلت مكتبه وألقت عليه التحية
فرد عليها تحيتهاوقال لها :تفضلي اجلسي
جلست مشاعر وسألته : قل لي يا مظفر ما الذي حصل وما الذي قلته لي على الهاتف
المظفر :نعم مشاعر ، فما قلته لكِ هو الذي حصل ، وأنا ما زلتُ بدهشةٍ
حدِّ الانفجار مما رأيته وسمعته ، وتلك التناقضات والتياعتبرها حقاً مُريبة
مشاعر :أيعقل أن السيدة قالت وقررت ذلك
المظفر :ها هي عندك تستطيعين أن تسأليها
مشاعر :طبعا لا بد وأن اكلمها وأفهم منها عن الأسباب التي جعلتها تقرر كل هذا
مظفر : والأغرب من موقف السيدة موقف يوحنا يا مشاعر
مشاعر :ما به يوحنا هو الآخر
المظفر :يوحنا انقلب رأساً على عقب في قراره وفي كلِّ موقفه ، وتبِع السيدة
مشاعر بتعجبٍ ظاهر على ملامحها :يوحنا !!! أيعقل ، وأنا التي كنت أظن أنه
مظفر – مبتسماً - :يا مشاعر هذا أنا أعرفه عن يوحنا منذ زمن ، وما أحببتُ الافصاح لك عنه
فتركتكِ لتكتشفي ذلك بنفسك ، خوفاً من أن تظني بي حينها ظناً آخراً سلبياً
مشاعر :حسناً يا مظفر سيكون لي معه كلاماً آخراً ، لكن الآن سأستأذنك
لأذهب وأرى االسيدة وأسمع منها لمَ كل هذا قد حصل بطرفة عين
المظفر :حسناً مشاعر ، سيكون لنا لقاء إن شاءالله وحديث بعد أن تستوضحي منها الأمر.
خرجت مشاعر من مكتب المظفر ، وذهبت أولاً الى مكتبها واخذت بيدها
بعض الأوراق التي تخص عملها في القصر ، وتوجهت الى مكتب السيدة دخلت مشاعر لمكتب السيدة وألقت التحية عليها / والسيدة بالمقابل ردت لها تحيتها
فقالت مشاعر :نعم صديقتي هل من جديدٍ لديكِ ؟
السيدة :ألم ترِ أحد مشاعر عندما أتيتِ ؟
مشاعر :بلى، فقد رأيت المظفر فقط
السيدة :إذن فالمظفر مؤكد أنه أخبرك ما تم منقرار هنا
مشاعر :نعم أخبرني المظفر ، لكني أريد أن أسمع منكِ أنتِ لا من المظفر أو غيره
فعلاقتي معكِ أنت منذ البداية ، ثم لمَ كل هذا التغيير المفاجئ في قراراتك؟
السيدة :نعم يا مشاعر صحيح ما سمعتيه من المظفر ، هذا قراري كان
فأنا يهمني مصلحة القصر ثم أن يكون كل مَن فيه راضين وغير منزعجين فمنهم من أبدى انزعاجه لما قمتِ به مؤخراً
(( هذه النظرة والفكرة غرسها عوفرا غرساً بفكر السيدة ، من تلك اللحظة
التي تم بها اجتماع مشاعر والمظفر ويوحنا ، وثارت ثائرته لذلك لأنه لم يكن
أحد اطراف الإجتماع ، وتم استبعاده من الإجتماع ))
مشاعر :إذن لن اُناقشك بش طالما هذا هو قرارك ، لكن خذي هذه الأوراق
واقرئيها على مهلٍ ففيها كل مخطط العمل الذي كنت سأقوم به من أجلكِ أولاً
ثم من أجل قصرك ، أما الآن فلا أدري ما عادت حاجتي للتواجد في قصرك
السيدة :لحظة يا مشاعر ، أرجوكِ لا تغضبي مني ، فأنا لا زلت أريدك معي
وليس ما كنت ستقوين به هوالذي بيننا فقط ، لكن أستحلفك بالله لو كنتِ
مكاني ماذا كنتِ ستفعلين ؟
مشاعر :إن أردتِ الصدق والحق ، فلو أنا مكانك فعلاً فكنت أول ما أقوم به هو
استبعاد هذا الـ عوفرا من قائمة الإدارة ، ووضع المظفر المستشار المُطلق للقصر
ثم هذا الـ يوحنا لا أظنه يصلح لأي منصب اداري ، فقط يكون كباقي الموظفين
فهو كما لاحظته متقلب جداً وليس له رأي ولا شخصية في المواقف الجدية
السيدة :يا الله ، اذن أنتِ كأنكِ تعني أنني لستُ بقادرة على الاختيار الأنسب هنا ؟
مشاعر :أنتِ فقط يا صديقتي جداً متقلبة وهوائية ومزاجية في قراراتك وهذا
للأسف ما لاحظته فيكِ خلال فترة وجودي هنا
السيدة :أنا أتفهم كل ما تقوليه مشاعر ، لكن أرجوكِ أن تبقي معي ولا تغادري
وأنتِ بمنصبكِ كما أنتِ عليه الآن ، لم يتغير شئ من هذا أبداً
مشاعر :شكراً لكِ على كل شئ ، لكني حقاً أخاف في لحظةٍ ما أن ينقلب كل هذا الرأي
وهذا القرار منك فلذا مغادرتي من هنا هي الأفضل لي ولكِ وللقصر
السيدة :أرجوكِ يا مشاعر تتفهمي موقفي
مشاعر :قد فهمت وتفهمت ، وقلت لكِ رأيي بكل وضوح وصراحة وشفافية
وأنتِ لم تتقبليه وأعرف هذا ، لكن قبل أن أغادر أحب أن أقول كلمة حق
ولكِ أن تأخذي بها أو لا ، الرجل الحقيقي عندك هنا في القصر هو المظفر فقط
فحافظي عليه قدر استطاعتك فهو لا يُعوض فعلاً ، أراكِ على خير .
غادرت مشاعر مكتب السيدة ، واتجهت الى مكتب المظفر والذي كان ينتظرها
لتعلمه ما تم بينها وبين السيدة
وقبل أن تصل لمكتب المظفر، عرجت لمكتب يوحنا ودخلت اليه وقالت:
يا يوحنا فقط أردت أن أقول لك : ألم تكن تستطيع أن تكون رجلاً في
موقفك وقرارك لمدة أربعٍ وعشرين ساعة أي مدير أنت !!
ظلمتك سيدتك بهذا المنصب ، واأسفي !!!
وغادرته قبل أن يستطيع أن ينبس ببنتِ شفة
{ المشهد مكتب المظفر }
دخلتمشاعر ودون أي مقدماتوقالت :
يا مظفر سيدتك للأسف لا تعي شئ، وسوف تخسر الكثير والكثيرين في القادم من أيام
فأنا أحسست كأنه قد تمَّ لها غسيل دماغ ، وأنت تعرف مَن هو اللاعب الحقيقي
في عقل هذه السيدة والتي هي صديقتي ، أو بالأحرى منذ اللحظة التي كانت صديقتي
لكن حقيقة أقول لك يامظفر أنت مكسبي الوحيد الذي كسبته من هذا القصر
وتسعدني وتشرفني معرفتك وصداقتك طول العمر ولس فقط هنا
المظفر - الوجوم ظاهر عليه :ما الذي حصل يا مشاعر ، دخلتِ ودون أية مقدمات
قلتِ كل هذا فلم أعد أدري ما الذي حصل بينك وبنها
مشاعر : دار بيننا الكثير يامظفر ، لكني قلت لك خُلاصة الكلام وخلاصة اللقاء
وأنا منذ هذه اللحظة لم يعد لي مكان في هذا القصر ، وسوف اغادره حالاً
لكني أحببت أن تكون آخر شخص أراه هنا ، ولأقول لك صفوة الكلام الذي تم
المظفر :يا الله ، كل هذه القرارات في بضع لحظات ، ما الذي يجري
وما الذي جرىلعقل هذه السيدة والتي باتت لا تعي ما هي فاعلة !!
مشاعر :على كل الأحوال يا مظفر ، الآن سأستودعك الله
وقبل أن اغادرهذا رقم هاتفي إن احببت أن تتواصل معي فيما بعد
المظفر :لن اثنيكِ عن قرارك يا مشاعر ، فأنا جداً ممتعض من السيدة وتصرفاتها
ولي شرف التواصل معك طبعاً يا مشاعر ، فإني جداً احترمك واقدرك
لصدقكِ في التعامل ووضوحك وصراحتك في القول والعمل ، واليكِ هذا
رقم هاتفي احفظيه عندك وسيكون لنا تواصل باذن الله
مشاعر :حسنا يا مظفر ، نلتقي على خير ان شاء الله ، استودعك الله .
غادرت مشاعر مكتب المظفر ، وحزمت كل اغراضها الشخصية وغادرت القصر
وجلس المظفر في مكتبه واجماً حائراً مفكراً بكلّ الأحداث التي مرت في الآونة الأخيرة
فلم يعد يدري كيف يحدث هذه السيدة المتقلبة صارت بكلِّ شئ ، وحتى
أصبحت لا تستطيع الإيفاء بما تعِد به ، فلم يرِد المظفرالذهاب الى مكتبها
ومحادثتها ، ففي هذه اللحظة هو غير قادر حتى على النظر في وجهها أو رؤيتها
ففضل أن يرسل لها خطاباً مع أحدهم ،فجلس الى مكتبه وكتب :
((( السيدة المبجلة ، سيدة القصر بل وملكته وسلطانته ، يسعدني جداً أن
أقول لكِ ما قلته لكِ سابقاً وأكثر من مرة : حقاً إنه لا يشرفني أن أكون أحد
اداريي هذا القصر ، فقد صار الإداري هنا مكروهاً من الجميع ، وذلك من
الأفعال التي يروها تحدث أمامهم وكلها مشحونة بالظلم والخداع مع رجائي
أن تعتبري خطابي هذا هو بمثابة استقالة من منصبي لديكِ في قصرك المصون هذا
فكيف لكِ ان تفعلي كل هذا بالانسانة التي أتيتِ بها أنتِ وطلبتِ منا جميعنا الترحيب بها
والوقوف جانبها ومساعدتها ، وتم تعريفهالنا من قبلك على أنها صديقتك الغالية
فإذا كنتِ تتصرفين مع غاليتك بهذا الشكل ، فما هو الضامن لي أن لا يأتي
دوري من ظلمك هذا ، وأكون أنا في مكان مشاعر ، كما فعلتِ معها
فأنا حقيقةً واقولها لكِ بكلِّ صراحةٍ لم أعُد أثق ولا اصدق أي كلمةٍ منكِ
واعذري صراحتي معكِ ،فأنا لا أكذب بأقوالي ولا أتجمل بعواطفي ولا بأعمالي
وأظنكِ تعرفيني حق المعرفة ، ولن أكون أنا المظفر الذي يختم ويوقع ويبصم لكِ
على قراراتك اللامسؤولة كما يفعل غيري
واعذريني أني اخاطبك هنا من خلال هذا الخطاب فصدقاً لم أرغب في رؤياكِ امامي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )))
وضع المظفر الخطاب بمغلفٍ ، ونادى على أحدِ الموظفين ، وطلب منه أن يوصل
الخطاب للسيدة في مكتبها .
استلمت السيدة الخطاب ، وعندما رأت أنه من المظفر ، بدى عليها الاستغراب
ففتحته وجلست تقرأ به ، ودون درايةٍ منها سقطت من عينها دمعاً على ورقة الخطاب
ولم تعد كيف تدري ماذا تقول للمظفر او بماذا تجيبه ، إلا أنها حملت الخطاب
وراحت متوجهة الى مكتب المظفر .
..
الى هنا تنتهي حلقتنا السابعة هذه لحين الحلقة القادمة
لنعرف ما كان موقف كلٍّ من السيدة والمظفربعد أن يجتمعا
في مكتب المظفر ؟
وماذا سيكون من أحداث أخرى جديدة