ننتظر تسجيلك هـنـا

{ اعلانات عاشق الحروف ) ~
 
 

الإهداءات


العودة   منتديات عاشق الحروف > ::: المنتديات الّإسْلاَميِة ::: > •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات نور
اللقب
المشاركات 43400
النقاط 42431
بيانات عاشق الحروف
اللقب
المشاركات 8104
النقاط 6770


رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر (خطبة)

حبيبي يا رسول الله



1 معجبون
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-26-2022, 12:13 AM
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
اوسمتي
شمعة المنتدى حور مخملي شكر وتقدير الترحيب 
 
 عضويتي » 764
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » 08-03-2023 (01:15 AM)
آبدآعاتي » 47,355
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
 آوسِمتي » شمعة المنتدى حور مخملي شكر وتقدير الترحيب 
 
اسلامي رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر (خطبة)

Facebook Twitter


رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب70-71].

أيها المسلمون؛ لقد بلغ الأذى مدًى لم يعُد يحتمله الصابرون، ولم يستطع العيش مع تناميه المؤمنون الأولون، ولم يكن هناك حينئذ إذنٌ بالمواجهة الملحمية ناله المعذَّبون، فكان لابد من حل يوصل إلى السلامة والأمان، وتورق تحت آفاقه أغصان الهدى والإيمان.

فجاء الإذن من الله بعد ذلك بالرحلة المقدسة ومفارقة الأهل والديار؛ حفاظًا على نور الإيمان من الأفول، وصيانة للنفوس الزكية من الذبول؛ ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ﴾ [العنكبوت:56].

فهاجر المهاجرون المكيُّون إلى الحبشة الهجرتين الأولى والثانية، ثم جاء موعد الهجرة الكبرى إلى المدينة، فهاجر عددٌ من المسلمين، حتى تلتها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم رُفقة الصديق رضي الله عنه.

عباد الله، لقد عقد المشركون مؤتمرًا كان قراره النهائي وتوصية المؤتمرين فيه أن يتخلصوا من شخص النبي عليه الصلاة والسلام، فجهزوا فرقة الاغتيال على باب الرسول عليه الصلاة والسلام ليلًا.

وعقب ذلك المؤتمر العدواني جاء الإذن للنبي عليه الصلاة والسلام بالهجرة، فرسم خطة الانطلاق رسمًا محكمًا، ثم ترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه مكانه على فراشه، وصحب أبا بكر رضي الله عنه في رحلته حتى وصلا إلى غار ثور، فمكثا هناك ثلاثًا، ثم واصلا سيرهما بعد ذلك حتى وصلا بسلامة الله وحمايته إلى المدينة يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 14 من النبوة - وهي السنة الأولى من الهجرة - الموافق 23 سبتمبر سنة622م، بعد رحلة دامت اثني عشر يومًا.

أيها المؤمنون؛ إن رحلة الهجرة النبوية محطة يقف فيها الفكر متدبرًا متأملًا يرى في أحداثها ومجرياتها أنوارًا من الدروس الواعظة، والوقفات التربوية النافعة التي تستنهض الإيمان، وتصلح النفس، وتنير الذهن والوجدان.

فمن يقرأ تفاصيل هذه الرحلة وخيوط امتدادها، يرَ فيها دقة التنظيم النبوي، وحسن إدارة نجاحها، وترتيب أسباب الوصول منها إلى الغاية المرجوة بأمان.

فانظروا - رحمكم الله - كيف اختار رسول الله الرفيق قبل الطريق، وهو خليفته الصديق رضي الله عنه، وهيَّأ أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه قبل مجيء الليل ليبيت معه في المنزل، ويكون على فراشه؛ إيهامًا لفرقة الاغتيال التي تطوِّق بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وكيف جهز الزاد والراحلتين، وهيَّأ الدليل الخرِّيت على الطريق، واختار الطريق الذي لا تلتفت له أنظار قريش أول مرة عند العلم بخروجه، فاختار الطريق الذي يضاد طريق المدينة وهو الطريق الواقع جنوب مكة، والمتجه نحو اليمن، وكيف جهَّزا المسؤول الغذائي والمسؤول الإعلامي، وكيف كَمَنَ مع صاحبه في الغار ثلاثًا حتى كف الطلب عنهما.

فالإسلام - معشر المسلمين - يعلِّمنا النظام والترتيب والإدارة الناجحة في مشروعات حياتنا، بل في أعمالنا كلها.

أيها الإخوة الفضلاء، إن هذه الرحلة المقدسة تشرق نواحيها بتضحيات جسيمة، قدمها النبي عليه الصلاة والسلام وعليٌّ وأبو بكر وأسرته حتى يصل النور إلى كل الآفاق.

فهذا النور الذي وصلك - أيها المسلم - إنما هو شعاع من أشعة تلك الرحلة النورانية التي بلغ ضياؤها أرجاءَ الدنيا منطلقًا من المدينة المنورة، فاشكُر هذه النعمة بالتمسك بدينك، والدفاع عن عقيدتك.

في هذا الحدث الإسلامي العظيم نتعلم أن التفكير في حل المشكلات، والخروج من قبضة الأزمات، هو الموقف الصحيح، وليس الاستمرار في تجرُّع مرارات المصائب، والبقاء في بوتقة جراحاتها المؤلمة، والاستسلام المميت لنتائجها السيئة، فليس كل مؤمن يستطيع الثبات في مواجهة الباطل محافظًا على صبره وإيمانه، أما من استطاع الصبر الجميل في البلاء الشديد، فهذا قليل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا)[1].

معشر الفضلاء؛ في هذه الرحلة المباركة تتمثل لنا حماية الله لأوليائه، وعنايته العظيمة بهم، وتوفيقه الكبير لهم، فأبو بكر يُلدغ من أفعى سامة ويبقيه الله رفيقًا لنبيه دون أن يموت من سم تلك اللدغة.

والمشركون يبحثون عن النبي عليه الصلاة والسلام وصاحبه في كل سبيل، حتى وصلوا إلى باب الغار، فلما وصلوا أعماهم الله عن رؤيتهما كما أعماهم ليلة الخروج من مكة، حتى رجعوا خائبين.

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: (يا أبا بكر ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما)[2].

قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة:40].

فكن - أيها المسلم - مؤمنًا وأبشِر بمعية الله لك وحمايته وتوفيقه؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].

وفي هذا الحدث التاريخي الكبير يتجلى لنا فضل خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي جنَّد نفسه وأهله، وأنفق ماله من أجل نجاح هذه الرحلة السَّنية التي يعلم أن عظم مخاطرها، فقد خاطر بنفسه ليكون المرافق الشخصي للمطلوب الأول لقريش، وجهَّز راحلتين، وكانت ابنته تأتيهما بالطعام إلى الغار، بل قد لطَمها أبو جهل في خدها حتى أسقَط قُرطها عندما سألها عن أبيها بعد خروجه مع رسول الله.

وكان عبد الله بن أبي بكر يبيت عندهما في الغار إلى السحر، ثم يرجع إلى مكة كأنه بائت فيها، ويجمع في النهار الأخبار حتى يأتيهما بها، وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يتبع بغنمه أثر عبد الله بن أبي بكر بعد ذَهابه إلى مكة ليعفي أثر أقدامه.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي، فهل أنتم تاركو لي صاحبي)[3].

وفي هذه الرحلة أيضًا بيان فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي وقى رسول الله عليه الصلاة والسلام بنفسه حين بات على فراشه وهو يعلم أن السيوف مُصلةٌ على باب رسوله، ولكن الله تعالى حماه فلم يُصبه المشركون بأذى.

أيها المؤمنون، وفي هذه الرحلة أيضًا يبدو لنا دورُ المرأة المسلمة في نصرة الإسلام وإعانة أهله المدافعين عنه، فالإسلام لن يقوم عموده إلا بجهود أهله من الرجال والنساء، فعلى المرأة المسلمة أن تسأل نفسها: ماذا قدَّمت لدينها؟

فأسماء كانت مسؤولة التغذية في هذه الرحلة، فقد روى البخاري في صحيحه عنها رضي الله عنها، قالت: "صنعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر، حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته، ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئًا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين، فاربطيه: بواحد السقاء، وبالآخر السفرة، ففعلتُ، فلذلك سُمِّيتُ ذات النطاقين".

ومن حادثة الهجرة نتعلم أن هذا الدين يحتاج إلى عطاء كبير من جميع المسلمين على اختلاف أسنانهم ومراتبهم وعلومهم، فليس الدين مهمة رجال الدين كما يقال، وهم العلماء والدعاة وطلبة العلم، بل كلُّ مسلم رجل دين، وعليه مهمةٌ في نصره والحفاظ عليه بقدر استطاعته ومواهبه.

ولو استشعر كلُّ مسلم ومسلمة هذه القضية وصار يخدم الإسلام في أي مكان هو فيه، لرأينا الإسلام والمسلمين في حال أحسن وأعز مما هم عليه اليوم.

عباد الله، تأملوا في حادثة الهجرة، وانظروا كيف فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون وطنَهم الذي يحبونه، ومَرباهم الذي يألفونه، وتركوا أهاليهم وجيرانهم وأصدقاءهم، ويَمموا أرضًا غير أرضهم، وأهلًا غير أهلهم، فقراء إلا من الإيمان الراسخ، غرباء إلا من أنيس المنهج الواضح، مبتدئين حياة جديدة في أرض جديدة يعمرها الصبر والمصابرة، ويكسوها سعادة الهدى الغامرة، ولو خرجوا بلا أموال وبعضم بدون زوجات ولا أطفال، خلفوا كل ذلك وراء ظهورهم، وأيقنوا أن الوطن الحقيقي هو المكان الذي يستطيعون فيه عبادة الله بلا خوف، وإظهار شعائر دينه على اغتباط، وأن ملاعب الصبا، ووطن المنشأ لا يساوي شيئًا إذا كان يحارب دين الله ويضيق على أهله، فلا قداسة لمعالم ورسوم وتراب عاش فيها المسلم وهي تشاقق الله ورسوله، وتعادي المؤمنين بهما.

لقد صارت الأوطان اليوم كعبة مقصودة وجنة مقدمة على جنة الآخرة لدى بعض عشاق الوطنية وأسراء القومية، بدلًا عن الرابطة الإسلامية والهُوية الإيمانية.

حتى قال بعضهم:
ويا وطنِي لقيتُكَ بعد يأسٍ رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر
كأني قد لقيتُ بكَ الشبابا رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر
أدير إليك قبلَ البيتِ وجهي رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر
إذا فهتُ الشهادةَ والمتابا[4] رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر


وقال الشاعر نفسه:
وطني لو شغلتُ بالخلدِ عنه رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر
نازعتْني إليه في الخلد نفسي[5]. رحلة الهجرة النبوية: دروس وعبر


فجازى الله تعالى بالأجور الوفيرة، والعواقب الحسنة الكثيرة أولئك المهاجرين الأولين الذين تركوا الوطن الطافح بالفتن، واختاروا عنه مدينة الإيمان والأمن؛ قال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران:195].

وقال: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل:110].

وقال: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء:100].

نسأل الله أن يجعلنا من المعتبرين، وأن يُلحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا محرومين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا عزَّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في نيل معيَّته وكفايته، والصلاة والسلام على المبعوث إلينا برسالته، وعلى آله وصحابته، وسلم تسليمًا.

أيها المسلمون، لقد طوى هذا الحدث التاريخي حقبة زمنية مليئة بالجراح والآلام، فسيحة بالقهر وتسلُّط الطغام، طافحة بألوان من الصبر الطويل على الكبت والإيذاء والتنكيل.

طوى هذا الحدث آلام بلال في رمضاء مكة وهجيرها اللافح، والصخرةُ العظيمة تجثم على صدره وهو يقول: "أحد أحد".

وطوى هذا الحدث أوجاع عمار وآل ياسر يوم كان رسول الله يمر بهم وهم يعذَّبون في بطحاء مكة، ولا يقدِر على نُصرتهم، غير أن يقول لهم: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة".

وطوى هذا الحدث شكوى خباب؛ إذ يقول لرسول الله: "أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟"، وقد كان المشركون يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذبًا، ويلوون عنقه تلوية عنيفة، وأضجعوه مرات عديدة على فحام ملتهبة، ثم وضعوا عليه حجرًا حتى لا يستطيع أن يقوم".

ليفتح هذا الحدث الكبير بعد ذلك صفحة إسلامية جديدة مشرقة بالعز والتمكين، وعلو راية هذا الدين، وامتداده شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا.

فبعد حدث الهجرة صار للمسلمين وطنٌ يَحكمه الإسلام، وتتسع فيه التشريعات والآداب والأحكام، وأُقيمت فيه دولة دانت لها الدنيا، وامتد خيرها حتى عم أرجاء البسيطة، وما خير اليوم الإيماني إلا من أنوارها المدنية.

وصار ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان دني الشأن بين أهل مكة، يضع رجله على صدر أبي جهل، فيقول أبو جهل له: "لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُويعي الغنم".

وغدا بلال ينتصر في بدر من ظالمه أمية بن خلف، فيجتمع مع عدد من الأنصار، فيهبرون أمية بأسيافهم حتى برد.

فكان من الجدير بالعناية - يا عباد الله - أن يؤرخ بهذا الحدث تاريخ المسلمين بأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ إحياءً لذكرى هذا الحدث العظيم، وشكرًا لله على هذا الفضل العميم.

فحَرِيٌّ بالمسلمين أن يعتمدوه تاريخًا في كل معاملاتهم الرسمية والشخصية، وأن يجعلوه أصلًا، والتاريخ الميلادي تبعًا.

أيها الإخوة الكرام، ها نحن نودع عامًا هجريًّا ونستقبل آخر، فكيف نودِّع وكيف نستقبل؟
لقد مر عامنا المودَّع وهو مثخن بمعاصينا، مشحون بآلامنا، ولكن فيه نعم ظاهرة من الله علينا، فلا أحسن من أن نودِّعه باستغفار من ذنوبنا وتوبة نصوح من معاصينا، قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور:31].

ونودِّعه باحتساب آلامنا ومكارهنا، ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء:19].

ونودعه بالشكر الله على نعمه علينا، فالشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة، ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم:7].

ومن ثم - يا عباد الله - نستقبل عامنا الجديد بصفحة بيضاء مشرقة بالتفاؤل وحسن الظن بلا يأس ونظرة سوداوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جل وعلا يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًّا فله)[6].

ونستقبل العام الجديد بعزم صادق على المحافظة على واجبات الدين، والبعد عن محظوراته، والمسارعة إلى خيراته.

ولنعلم أن الهجرة إذا كانت قد انقطعت من مكة إلى المدينة، فإنها باقية في الأمة في الهجرة إلى الله بترك السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)[7].

فيا عباد الله اقرؤوا رحلة الهجرة النبوية بتأمُّل، واعتبروا بأحداثها، واعرفوا التضحيات الجسيمة التي جرت فيها، وودِّعوا عامكم بخير ما يودَّع مودَّعٍ، واستقبلوا العام الجديد استقبال ضيف كريم مِن مَضيف كريم.

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلوا وسلموا على البشير النذير.






vpgm hgi[vm hgkf,dm: ]v,s ,ufv (o'fm) hgi[vm hgkf,dm: ]v,s vpgm




 توقيع : ملكة الحنان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 12:30 AM   #2



 
 عضويتي » 772
 جيت فيذا » Oct 2022
 آخر حضور » 03-11-2023 (01:20 AM)
آبدآعاتي » 9,955
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » نظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond reputeنظرة أمل has a reputation beyond repute
ى÷ ¾ى¾ ~
 آوسِمتي »
المحبة شكر وتقدير سنابل العطاء الترحيب 
 

نظرة أمل غير متواجد حالياً

افتراضي



سلم مجهودك الله يعطيك العافيه
جزاك الله خير
دمتِ بخيرر..؛


 توقيع : نظرة أمل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 12:52 AM   #3



 
 عضويتي » 721
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (01:59 AM)
آبدآعاتي » 19,103
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
 التقييم » روح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond reputeروح غاليها has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
اوفياء المحبة وسام المركز الاول حور مخملي 
 

روح غاليها غير متواجد حالياً

افتراضي



ملكة الحنان
مواضيعك دايم تشدني
موضوع ممتع حيل
الله لايحرمني منك


 توقيع : روح غاليها

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 12:59 AM   #4



 
 عضويتي » 717
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (01:53 AM)
آبدآعاتي » 22,059
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » بليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond reputeبليت بك has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
المحبة حور مخملي اوفياء الترحيب 
 

بليت بك غير متواجد حالياً

افتراضي



بيض الله وجهك
على هالابداع الغير مستغرب ..


 توقيع : بليت بك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 01:18 AM   #5



 
 عضويتي » 727
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (02:01 AM)
آبدآعاتي » 20,883
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
 التقييم » أميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond reputeأميرة قلبة has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
اوفياء حور مخملي أنيق الحضور اوفياء 
 

أميرة قلبة غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب


 توقيع : أميرة قلبة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 01:21 AM   #6



 
 عضويتي » 670
 جيت فيذا » Jan 2022
 آخر حضور » اليوم (01:53 AM)
آبدآعاتي » 17,591
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond reputeنبض القلوب has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
اوفياء حور مخملي أنيق الحضور اوفياء 
 

نبض القلوب غير متواجد حالياً

افتراضي



سلمت يداك على الطرح الطيب
يعطيك ربي العآفيه
لك خالص احترامي


 توقيع : نبض القلوب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 01:42 AM   #7



 
 عضويتي » 722
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (02:01 AM)
آبدآعاتي » 19,304
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » سكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond reputeسكون has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
النشاط النشاط النشاط المحبة 
 

سكون غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~


 توقيع : سكون

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 02:00 AM   #8



 
 عضويتي » 703
 جيت فيذا » Mar 2022
 آخر حضور » اليوم (01:55 AM)
آبدآعاتي » 19,837
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » فتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond reputeفتنه has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
المحبة وسام المركز الثاني حور مخملي أنيق الحضور 
 

فتنه غير متواجد حالياً

افتراضي



الله يسعدك ابداعك فاق الحدود والله ):


 توقيع : فتنه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 02:28 AM   #9



 
 عضويتي » 723
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (02:02 AM)
آبدآعاتي » 21,462
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » عطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond reputeعطرك هوايا has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
النشاط النشاط المحبة حور مخملي 
 

عطرك هوايا غير متواجد حالياً

افتراضي



شكرآ لـ هذة اللفته
الله لايحرمنا منك ومن ابداعاتك الشيقة ..
دمت لنآ


 توقيع : عطرك هوايا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2022, 03:23 AM   #10



 
 عضويتي » 726
 جيت فيذا » Apr 2022
 آخر حضور » اليوم (02:02 AM)
آبدآعاتي » 20,677
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » شموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond reputeشموخ انثى has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
المحبة حور مخملي أنيق الحضور اوفياء 
 

شموخ انثى غير متواجد حالياً

افتراضي



عوافي ي بعد راسي ~


 توقيع : شموخ انثى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(خطبة), الهجرة, النبوية:, دروس, رحلة, وعبر

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

RSS RSS2.0 XML HTML INFO GZ MAP SITEMAP TAGS


الساعة الآن 02:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

ارشفة إكساء هوست