عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-06-2022, 10:47 PM
https://up.jo1sat.net/do.php?img=7685
آريج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 750
 جيت فيذا » Aug 2022
 آخر حضور » 02-17-2024 (01:03 AM)
آبدآعاتي » 5,130
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » آريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond reputeآريج has a reputation beyond repute
 
افتراضي شرح حديث: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر





شرح حديث: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
متن الحديث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أُخبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت الذي قلت ذلك؟» فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي. فقال: «فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، وقم ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر» قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فصم يوماً وأفطر يومين» قلت: أطيق أفضل من ذلك. قال: «فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك مثل صيام داود، وهو أفضل الصيام» فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «لا أفضل من ذلك».
وفي رواية: «لا صوم فوق صوم أخي داود - شطر الدهر - صم يوماً وأفطر يوماً».
الشرح:
نستكمل اليوم شروح الأحاديث في الصيام، والحديث الذي معنا هو العشرون، من كتاب: الصيام من عمدة الأحكام، وذكره المؤلف في باب: أفضل صيام التطوع.
من رحمة الله رب العالمين سبحانه وتعالى أن نوع لعباده الطاعات والعبادات من جنس الفرائض، وذلك تكميلاً لهذه الفرائض، وسداً للنقص الذي يكون فيها، وأيضاً يحصل بذلك رفعة الدرجات، كما أن التقرب إلى الله تعالى بالتطوع وبالنوافل، سبب لحبه سبحانه وتعالى، والقرب منه جل وعلا.
ومعنا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أُخبر أن هذا الصحابي الجليل أقسم على أن يصوم فلا يفطر، ويقوم فلا ينام سائر عمره، فاستفسر منه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر، فقال: نعم، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا يشق عليه، وأنه لا يتحمل هذا، ثم أرشده إلى الطريق الأمثل، وهو أن يصوم بعض الأيام، ويفطر بعضها، ويقوم بعض الليل، وينام بعضه، وأن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ليحصل على صيام الدهر كله، فرد عليه عبد الله بن عمرو وأخبره أنه يطيق أكثر من ذلك، ومازال يطلب الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتهى به صلى الله عليه وسلم إلى منزلة في الصيام عالية، وهي أفضل الصيام، صيام نبي الله داود أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ومع ذلك فهذا الصحابي الشاب الهمام طلب المزيد رغبة في الخير، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أفضل من ذلك» أو «لا صوم فوق صوم أخي داود عليه السلام ».
هذا الحديث رواه الشيخان، فيه من الفوائد الشيء الكثير، لعلنا نأخذ بعضاً منها:
أول هذه الفوائد:

مشروعية صيام التطوع، وصيام النافلة، وأنه يسد ما في صيام الفريضة ويُكمِّلها، وأنه سبب لرفعة الدرجات والقرب من الله تعالى.
ومن الفوائد:

فضيلة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأنه يعدل صوم الدهر كله، لأن الحسنة بعشر أمثالها.
وأيضاً: فضيلة أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، فهذه منزلة أفضل من المنزلة السابقة.
ومن الفوائد:

بيان صيام نبي الله داود عليه السلام، وأن الله جل وعلا أعطاه ملازمة للعبادة، وثباتاً عليها، وقوة على الطاعة.
ومن الفوائد:

أن صيام التطوع مشروع في الأمم قبلنا.
ومن الفوائد:

ثواب الحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء، ï´؟ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ï´¾ [الأنعام: 160].
وفيه فضيلة عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو من شباب الصحابة، ورغبته في الخير، وقوته على الطاعة، إذ أقسم على أن يصوم الدهر وأن يقوم الليل كله، وكانت هِمم عظيمة، وعزائم قوية لأولئك الصحابة الأخيار رضي الله عنهم.
ومن الفوائد:

كراهية صيام الدهر، وسرد الصوم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: «صم وأفطر».
ومن الفوائد:

سماحة الشريعة، حيث كُره في شريعة الإسلام التعمق والتنطع، وأن شريعة الإسلام تطلب اليسر والسهولة، لأن هذا الباب هو أيسر على النفس، وبه تتحقق الموازنة بين حاجات الروح وحاجات البدن والأمور الدنيوية والأخروية وسائر الحقوق.
وفيه حِكمة النبي صلى الله عليه وسلم، وشفقته على أمته، إذ أرشد هذا الشاب إلى الأسهل فالأسهل.
وفيه بعد النظر في العواقب، ومآلات الأمور، والنظر في المستقبل، وحال الكِبَر، وحال المرض وما إلى ذلك، ينبغي للإنسان أن ينظر إلى هذه الأمور، ولذلك لما كبر عبد الله، وضعفت قوته تأسف وقال: ياليتني قبلت رخصة رسول صلى الله عليه وسلم، فهو لم يحب أن يدع السنَّة التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يصوم أياماً متعددة، ثم يفطر مثلها، يتقوى بذلك على الصيام.
وفيه: مشروعية العدول عمَّا حلف عليه إلى ما هو أفضل، ويكفر عن يمينه كما ذكر أهل العلم.
ومن الفوائد التربوية الجميلة في هذا الحديث:
توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لطاقات الشباب وقدراتهم، وعدم استنزافها، وترشيدها، وهدايتهم إلى التوسط في الأعمال، فالنبي صلى الله عليه وسلم شجعه وحاوره واستمع منه، وأرشده إلى الأفضل صلى الله عليه وسلم.
أيضاً: فيه الاقتداء بالأنبياء والصالحين، ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ï´¾ [الأنعام: 90]، لأنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صيام نبي الله داود عليه السلام.
ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم:
أنه من فُتح عليه في عبادة أو في علم أو دعوة أو عمل خير، لا ينكر عليه ما لم يخالف سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضاً لا يُصرف إلى غيره، إنما يُرشَّد ويُربط بالعلم، وبهدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، عبد الله بن عمرو مثال على ذلك، فُتح له بالعبادة أكثر من غيرها، مما جعل هذا الصحابي ينصرف عن العلم إلى العبادة أكثر.
ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم:
تفقد الإمام لرعيته، وتفقد الرجل لأصحابه، والمربي لمن تحت ولايته، والسؤال عن أحوالهم، على سبيل الإصلاح لا على سبيل التجسس والفضول والإفساد.
وفيه: أن طالب العلم والشاب والمسلم، يرتب الأولويات، الأولويات في العبادة، يقدم الواجبات على المندوبات، لا يتكلف الزيادة على ما طُبع عليه البشر، لأن الذي يتكلف الزيادة ولا يرتب الأولويات يقع له الخلل في غالب أحواله، وهذا ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
ومن الفوائد:

الإنسان يقتصد حتى في العبادة ولا يشدد على نفسه، وفي البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: «القصد القصد تبلغوا».
ومن الفوائد:

أن الإنسان يداوم على العمل وإن كان قليلاً، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمله ديمة، والعمل وإن قل هو أحب إلى الله تبارك وتعالى.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ونفعني الله وإياكم بما نقول وندرس، وبلغنا رمضان ونحن في عافية ونعمة وصحة وأحسن حال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.









avp p]de: tYk; gh jsj'du `g;K twl ,Ht'v jsj'du p]de: tYk;




 توقيع : آريج

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102