عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-18-2022, 06:24 AM
نور متواجد حالياً
Egypt     Female
 
 عضويتي » 39
 جيت فيذا » Feb 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:06 AM)
آبدآعاتي » 42,848
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور تم تعطيل التقييم
 
افتراضي حديث: أتدرون ما الكوثر




حديث: أتدرون ما الكوثر


عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، إِذْ أَغْفَىٰ إِغْفَاءَةً. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً. فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ». فَقَرَأَ: ﴿ بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾ ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» فَقُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ».

وفي رواية: «نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ. عَلَيْهِ حَوْضٌ» رواه مسلم.


تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم (400)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في: كتاب الصلاة" "باب من لم يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" (784) مختصراً، وأخرجه النسائي في "كتاب الافتتاح" "باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم" (902).


شرح ألفاظ الحديث:
" بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ": بينا: أصلها (بين) ظرف زمان أشبعت الفتحة فصارت ألفاً، وربما زيدت عليها (ما) فقيل: بينما.
"بَيْنَ أَظْهُرِنَا": أي بيننا.
" أَغْفَىٰ إِغْفَاءَةً": أي ينام دون أن يستغرق.
" أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ": آنفاً: أي قريباً من الآن أو منذ الساعة.

﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]: الكوثر هو الكثير من كل شيء، والمراد به في الحديث كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم نهر في الجنة، وجاء في موضع آخر عن ابن عباس موقوفاً بأنه الخير الكثير "رواه البخاري".

﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾: الشانئ المبغض، والأبتر هو منقطع العقب، وقيل المنقطع عن كل خير، نزلت في العاص بن وائل، كان يقول إن محمداً لا عقب له ولا ولد، فإذا مات انقطع ذكره.

"آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُوم": الآنية هي ما يشرب به الشاربون، وقارنها بعدد نجوم السماء كناية ودلالة على كثرتها.
" فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ": أي ينتزع ويقتطع، والمراد ينتزع العبد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعيداً عن الحوض يُطرد ويُدفع.
"مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ": أي لا تدري عما أحدثته وغيرته أمتك من بعدك.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: استدل بالحديث من يقول بأن البسملة آية من أول كل سورة إلا سورة براءة وبه قال داود الظاهري، ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بإنزال سورة الكوثر وبدأ بالبسملة.

واستدلوا بحديث أنس رضي الله عنه أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كانت مدًّا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم" رواه البخاري، واستدلوا بأدلة أخرى وما تقدم أقوى ما استدلوا به.

والقول الثاني: أن البسملة ليست قرآناً في أول السور كلها، وهو مذهب مالك والأوزاعي ورواية عن أحمد.
واستدلوا: بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم وتقدم قريباً قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: " قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ. وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قَالَ الله تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ﴾. قَالَ الله تَعَالَى: أَثْنَىٰ عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي (وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي) فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾. قَالَ: هٰذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾. قَالَ: هٰذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ"، ووجه الدلالة أنه لم يبدأ بالبسملة.

واستدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له (وهي تبارك الذي بيده الملك)"
ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبدأ بالبسملة مما يدل على أنها ليست آية من أول السورة.
واستدلوا بأدلة أخرى ما تقدم أقواها.

والقول الثالث: أن البسملة آية من القرآن ليست من السورة نفسها وإنما هي آية مستقلة يؤتى بها عند افتتاح السورة وليست من السورة ذاتها، وهذا القول هو الراجح إن شاء الله وبه الجمع بين القولين.

واستدلوا: بأدلة القولين السابقين وقالوا هذا الذي يصار إليه عند الجمع بين الأدلة، وهو رواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية [انظر الفتاوى 2 /183] وتقدم أن البسملة آية من سورة النمل بالإجماع، وأنها ليست آية من الفاتحة على الصحيح وتقدم ذكر الأقوال بالتفصيل في حديث أبي هريرة رضي الله عنه " قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ. وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾".

الفائدة الثانية: الحديث دليل على جواز النوم في المسجد، وجواز نوم الإنسان بحضرة أصحابه.

الفائدة الثالثة: الحديث فيه فضل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بنهر الكوثر عليه خير كثير ترد عليه الأمة، وهل هو الحوض أو غيره سيأتي هذا مفصلاً بإذن الله عند أحاديث الحوض التي سيذكرها المؤلف آخر الكتاب، وفي الحديث إثبات الحوض، وسيأتي تفصيل لمباحث الحوض بإذن الله تعالى.





p]de: Hj]v,k lh hg;,ev hg;,ev




 توقيع : نور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102