عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-24-2023, 12:38 AM
نور غير متواجد حالياً
Egypt     Female
 
 عضويتي » 39
 جيت فيذا » Feb 2022
 آخر حضور » اليوم (08:00 AM)
آبدآعاتي » 42,857
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور تم تعطيل التقييم
 
افتراضي همسة في أذن الجاحد لنعم الله عليه



همسة في أذن الجاحد لنعم الله عليه
﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
"همسة في أذن الجاحد لنعم الله عليه"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين، وتابعي التابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فإننا لو تأملنا في أنفسنا بعمق، وفي هدوء تام، وأخذنا ورقة وقلمًا، لنرسم جدولًا من خانتين، الأولى نكتب فيها نِعم الله علينا، والثانية نكتب فيها ما نظن أننا حُرِمنا منه، لحكمتَ بنفسك أن ما أنت فيه من النعم أعظم بكثير مما حُرمت منه، ولكننا نجهل أعظم نعم الله علينا، فكيف نستحضرها، بله نشكرها؟ إنه الجحود والإنكار والظلم المتجذِّر في طينتنا وطبعنا: ﴿ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]؛ لذلك يعاتبنا الله سبحانه وتعالى في القرآن، وينكر علينا عدم التأمل والتفكر في أنفسنا؛ حيث قال: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، ولا يعني بالنفس هنا: ما يسمعه الإنسان من أحاديثَ داخلية، ولا الروح التي بها يحيا، ولكن يعني بها كل هذا؛ الجسد، والروح، والنفس، والعقل.



إننا لو عمَّقنا النظر، لوجدنا أنفسنا نرفل في آلاء ونِعَمٍ كثيرة ما كنا ندري أنها نِعمٌ أصلًا؛ لأن من طبيعتنا الجحودية؛ أننا لا ندري بالأشياء إلا عند فقدانها، أو نقصانها، وأنا أختصر لك الكلام الطويل، وأقول لك: قم بجولة إلى مشفى من المستشفيات الكثيرة، لا يهم الاسم، فقط تأمل في معاناة الناس، ومصائبهم، تجد، ولا شك، بعضهم فقد البصر، والآخر السمع، والثالث العقل، والرابع عنده علة في المعدة لا يستطيع هضم الطعام، والخامس لا يمكنه أن يقضي حاجته إلا بعد أن تُكشف عورته، والسادس مُقعد، والسابع أصابه شلل، والثامن فقد يديه، والتاسع أُصيب بالسكري يشتهي الطعام، ويُمنع من أكله؛ لضرره عليه، والعاشر شُوِّه وجهه في حادثة سير، إلى ما لا نهاية من المصائب، وهذه المصائب اللامتناهية يقابلها حتمًا ما لا نهاية من النعم؛ ومن هنا نفهم قول الخالق سبحانه: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، حتى في بعض الرسم المصحفي تُكتب "نعمت" عوضًا عن "نعمة"؛ للإشارة والتنبيه إلى أن نعم الله لا حدود لها، ولكن أكثر الناس لا يشكرون.



اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَأرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا، وصلِّ اللهم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.






ilsm td H`k hg[hp] gkul hggi ugdi Hk/l hggi hg[hp] ugdi ilsm




 توقيع : نور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102