أيا بدرَ البدورِ ، ودُرِّيَّ المنثور، فوالذي خلقَني أخشى إن أفضيتُ لكِ بما يكنَّهُ قلبي من حبٍّ أن يَشُطَّ بي قلمي ويتيهُ ببيداء الخيالات، ولا أَعُدْ دارياً إلاّ بكِ دون عن خلقِ الله كلهمِ .
فها قد نقلَ مغناطيسُ الغرامِ على ذرَّات الأثير العواطف الثائرةِ، والمشبوبةِ في قلبِ كلٍّ منا وإن روحانا قد تعاهدتا على الحبِّ النقيِّ الصافي، وصرنا الحلالُ الـمُحلَلُّ أمامَ الرّبِّ والضميرِ، وتوَحدَّتْ الأرواح بما خفقَ بهِ خفوقها .
فيا بدري ، وغايةُ المُنى ، وربيعُ العُمرِ والصِبا ما أهنأَ حبيبينِ تجمعُ بينهما لهفَةَ الرّوح، وصفاءَ الحبِّ ونقائهِ،وما أنتِ غاليةَ الغوالي إلاّ زنبقةً ناصعةً في خمائلِ الطُّهرِ الغنَّاء،وما أنتِ إلاّ نبضُ الرّوح، وخفقاتُ الخفوق، وليلي الساهر الـ يعدَّ النجوم منتظراً بلهفةٍ شغفَ اللقاءْ !!
فالعُمرُ غير محسوبٍ إن لم تكن فيه زفراتكِ في كلِّ لحظاته، وإني لأرى الحياةَ سراباً عندما لا أفكر في حبكِ، فـ إنَّ حبكِ غاليتي مسطوراً في تلافيفِ عقلي، وشغافِ قلبي،فيا أنتِ يا مَنْ غزوتِ كلّي، واستعمرتِ حنايايَ، واحتللتِ كلَّ بقاعي .
اعلمي أن أعظمَ حدثٍ في عمري وأيامي التي عشتها وسأحياها هو ذاكَ الذي جرى يومَ ظفرتُ في حبكِ، فما أعظمَ ذلك اليوم وما اجلَّهُ في نفسي ووجداني، فإنني أحببتكِ،وأحبكِ،وحبي لكِ سيترعرع مع اللحظات، والنسمات، والساعات، والأنفاس، والأيام والسنون .
فإنني حبيبتي عاشقاً أ ولِهاً أصبحت، ومغرماً بكِ أيتها الزنبقة البريّة الطاهرة ،حدَّ وَلَهَ الحب المجنون المفتون، حدَّ نسيان الكون وما بهِ يدور، حدَّ طُهرِ مريمَ العذراء، حدَّ ذاكَ الوجع الـ يدوم ويدوم ولا منه شفاء،فإنك جلبتِ لي كلَّ أملٍ، وهمسكِ وهسيسكِ هما غبطتي وسعادتي، ونضار القادم من أيامي .
فإن الحب قد جمعَنا ومَنَّ الله علينا بالتفاهم والوِّدِ والسؤددِ والحب الـ لا ولن يبور ولن يفتر ولن ينضب، وخفقَ قلبِ كلِّ منا بحبِّ حبيبه، فابقِ يا مهجة الفؤاد، الدُّرَّ الـ لا منه في أرضٍ ولا سماء فأنتِ على هذا الكوكب حواريَّ العين، أُحبكِ حباً لا ولم ولن يفتر أو يبور.