منتديات عاشق الحروف

منتديات عاشق الحروف (https://ashqhrof.com/vb/index.php)
-   •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~• (https://ashqhrof.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   الإسراء والمعراج.. رحلة «التشريف والتكليف» (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=71011)

الدكتور على حسن 02-23-2023 02:53 AM

الإسراء والمعراج.. رحلة «التشريف والتكليف»
 
رحلة «الإسراء والمعراج»، من المعجزات التى أيد الله، عز وجل، بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، بعد أن فقد زوجته خديجة بنت خويلد وعمه أبا طالب، اللذين كانا يساندانه فى دعوته، وبعد ما لاقاه من أذى أهل الطائف، واساه الله، تعالى، بهذه الرحلة، تثبيتا له لاستكمال رسالته، فالتقى إخوانه من الأنبياء، وأراه الله من آياته الكبرى، وفُرضت الصلاة على المسلمين، فكانت بحق رحلة «التشريف والتكليف»، فيما يؤكد علماء الدين أنها أيضًا كانت رحلة بالروح والجسد، وأظهرت مكانة المسجد الأقصى، مطالبين بالاستفادة من دروس هذه الرحلة المباركة، وأبرزها زوال الأزمات مهما تبلغ شدتها.

الدكتور جميل تعيلب، أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، يقول: إن من حكمة الله تعالى أن جعل المعجزات دليلا على نبوة الرسل والأنبياء عليهم السلام، علما بأن المعجزات هى الأمور الخارقة للعادة، فهى سنة للأنبياء، وإثبات أنهم مُرسلون من عند الله تعالى، وقد اختص الله سبحانه، نبينا محمدا، عليه الصلاة والسلام، بمعجزات حسية كالأنبياء السابقين، وبمعجزة حسية ومعنوية باقية إلى قيام الساعة هى القرآن الكريم، ومن تلك المعجزات: «الإسراء والمعراج». ويوضح أن «الإسراء» لغةً هو السير ليلا، وقد حدث من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بفلسطين، فى جزء من الليل، أما المعراج، وهو بمعنى السلّم أو الصعود، فقد تم من بيت المقدس فى الأرض إلى السماوات العلا، وقد كانت هذه الرحلة بروح النبى صلى الله عليه وسلم وجسده، كما جاء فى قوله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ»، وكلمة «عبده» تعنى الجمع بين الروح والبدن.
ويشير إلى أن علم العقيدة ينقسم إلى إلهيات ونبوات وسمعيات، وأن من الموضوعات المتعلقة بالنبوات معجزات الأنبياء، ومنهم النبى صلى الله عليه وسلم، لهذا فالإسراء والمعراج من الأمور المتعلقة بالعقيدة، ومن ينكرها مخالف لما أجمع عليه المسلمون، ولما هو موجود فى ظاهر آيات القرآن،
وفى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد د. تعيلب أن اختيار المسجد الحرام مكانا لبداية الإسراء، والمسجد الأقصى لنهايته ولبداية المعراج، يدل على وحدة العقيدة ووحدة الأديان والشرائع السماوية، وعلى العلاقة الوثيقة بين محمد وموسى وعيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام، كما تدل إمامة النبى لإخوانه الأنبياء فى المسجد الأقصى على المكانة العظيمة للنبى، والقيمة الكبيرة لهذا المسجد.
ويؤكد الدكتور عبدالشافى الشيخ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن آيات القرآن الكريم تثبت إسراء النبى ومعراجه، فلم يختلف أحد من المفسرين على ذلك، موضحا أن هذه الرحلة لا تُقاس بقدرة البشر، وإنما بقدرة الله. ويؤكد أن قوله تعالى: «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى»، يشير إلى تمام حضور بصيرة النبى صلى الله عليه وسلم وقلبه مع حضور بصره، فإثبات الأخص يقتضى إثبات الأعم، وقد أكدت الآيات ذلك فى قوله: «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى»، ولو كانت الرؤية قلبية فقط لما أحدثت كل هذه الضجة، إذ يمكن لأى إنسان أن يرى الله بقلبه دون إنكار من أحد لأن عالم الروح غير محدود. ويشير إلى مرور النبى صلى الله عليه وسلم فى «الإسراء والمعراج» بأطوارعدة، من البشرية المحضة، حين اصطحبه جبريل عليه السلام، وأركبه البراق، إلى التلبس بشىء أرقى، عبَّر القرآن عنه فى قوله: «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا»، فكان النبى، صلى الله عليه وسلم، لا يرى بقدرته البشرية، بل احتاج إلى قوة داعمة من الله، مكنته، صلى الله عليه وسلم، من أن يرى بنفسه بعد أن كان يرى بمعونة جبريل، عليه السلام، ويتجلى ذلك فى قول الحق: «لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى».
شرف العبودية
وعن عدم ذكر اسم النبى صلى الله عليه وسلم صراحًة فى قوله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً»، يوضح د. عبدالشافى أن فى ذلك إشارة إلى أن العبودية هى أعلى مقامات العزة والشرف، وقد كان النبى يفتخر بها، فإذا بالغوا فى الثناء عليه كان يقول: «إنما أنا ابن أَمةٍ كانت تأكل القديد بمكة». ولما سُئل عن كثرة قيامه الليل حتى تورمت قدماه برغم مغفرة الله لجميع ذنوبه، رد صلى الله عليه وسلم قائلا: «أفلا أكون عبداً شكوراً»، فلم يختر مقام النبوة أو الرسالة مع شرفهما، واختار مقام العبودية لعلمه برفعته.
ويؤكد الدكتور حسن القصبى، أستاذ الحديث وعلومه، والوكيل السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن «الإسراء والمعراج» ثابت بالقرآن الكريم، وبصحيح سنة النبى صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هناك أحاديث ثابتة صحيحة وردت عن النبى صلى الله عليه وسلم وصفت لنا تفاصيل هذه الرحلة، موضحا أن هذه المعجزة هى من الإيمان بالغيب التى يجب على كل مسلم أن يسلم بها تسليما مطلقا، ولا ينبغى أن يخضعها للعقل، فهى أمر إيمانى بحت لا يمكن للعقل إدراكه، فنحن نسلم بها لإيماننا بالغيب، وتصديقا للنبى صلى الله عليه وسلم، مثلما فعل أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، حين علم بما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن كان قال فقد صدق». ويوضح أن الرحلة تضمنت أيضا بعض الحِكم العظيمة، أهمها أن المنح الإلهية تأتى دائما بعد المحن الشديدة، بمعنى زوال الأزمات مهما تبلغ شدتها ومدتها، فقد كانت هذه الرحلة منحة إلهية للتسرية عن النبى صلى الله عليه وسلم ومواساته بعد ما فقد أعز شخصين فى حياته، هما عمه أبو طالب، وزوجته خديجة، أن من أعظم المنح أيضا فى هذه الرحلة، هو التكليف بالصلاة التى فُرضت فى البداية خمسين صلاة، وبعد ما استمع النبى، صلى الله عليه وسلم، لنصيحة أخيه موسى عليه السلام بسؤال الله تخفيفها، واستجابة الله، تعالى، لنبيه، أصبحت خمس صلوات أجرها بخمسين صلاة، أما تفاصيلها وهيئتها وعدد ركعاتها فقد وردت بعد ذلك مفصلة فى السٌنة النبوية.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى

روح غاليها 02-23-2023 03:13 AM

الدكتور على حسن
مواضيعك دايم تشدني
موضوع ممتع حيل
الله لايحرمني منك

بليت بك 02-23-2023 03:36 AM

بيض الله وجهك
على هالابداع الغير مستغرب ..

أميرة قلبة 02-23-2023 03:49 AM

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

نبض القلوب 02-23-2023 04:03 AM

سلمت يداك على الطرح الطيب
يعطيك ربي العآفيه
لك خالص احترامي

سكون 02-23-2023 04:20 AM

يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~

فتنه 02-23-2023 04:42 AM

جزاك الله خيرا وبارك بك
لهذا الجلب الطيب
وهذا العطاء المفعم بالخيرات
نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك يارب
تقديري لجهودك الدائمة
دمت بمرضاة الله ..
الله يسعدك
ابداعك فاق الحدود والله ):
كنت هنا فتنه

عطرك هوايا 02-23-2023 05:09 AM

شكرآ لـ هذة اللفته
الله لايحرمنا منك ومن ابداعاتك الشيقة ..
دمت لنآ

شموخ انثى 02-23-2023 06:04 AM

عوافي ي بعد راسي ~

الفجر البعيد 02-23-2023 07:03 AM

ماشاء الله تبارك الله
أخترت فأبدعت
وجلبت فأفدت
الله يسلم يمينك ~


الساعة الآن 08:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

ارشفة إكساء هوست

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102