من يكون هشام بن عروة
واحد من حفاظ احاديث نبي الله صلى الله عليه وسلم كما أنه من علماء العقيدة، كما أنه فقيه ومحدث، وهو هشام بن عروة بن الزبير بن قصي، بن كلاب، القرشي، الأسدي، الزبيري، المدني، وجده هو الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة.

ميلاد ووفاة هشام بن عروة
ولد هشام لعروة بن الزبير بن العوام في العام الخامس والثمانين من الهجرة في المدينة المنورة، وقد عاش في العراق والكوفة، وتوفي في العام المائة والخامس واربعون من الهجرة في بغداد حيث دفن في مقبرة الخيزران.

حياة هشام بن عروة
لقد تلقى هشام تربية جيدة حيث تربى والده عروة في بيت خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أفقه النساء في الإسلام، وقد كان بيتها مدرسة يتعلم فيه النساء أمور دينهن، ومقصداً للرجال من الصحابة والتابعين، ليأخذوا عنها ما يتأسون به من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاهداتها له.

قد قال عنه الذهبي: ” الإمام الثقة شيخ الإسلام، أبو المنذر القرشي الزبيري، وجدّته لأبيه أسماء بنت أبي بكر “، وبالنسبة لأعمامه فهم عبد الله بن الزبير أول مولود في دار الهجرة، ومصعب بن الزبير المشهود بشجاعته وكرمه، فهو من بيت عز وشرف، لذا ليس من الغريب أن يكون هشام بن عروة من كبار الرواة والفقهاء.

من سمع منهم هشام بن عروة
لقد كان عروة بن الزبير من رواة الأحاديث فقد سمع منه هشام، كما سمع الأحاديث النبوية الشريفة كذلك من عمه عبد الله بن الزبير، وزوجته فاطمة بنت المنذر، وأخيه عبد الله بن عروة ، وكذلك سمع من عبد الله بن عثمان، وطائفة من كبراء التابعين؛ منهم أخوه عثمان ، وابن عمه عباد ، وابن ابن عمه عباد بن حمزة بن عبد الله وعمرو، وعمر بن عامر بن ربيعة ، وعبد الرحمن بن سعد ، وعبد الرحمن بن كعب ، وعوف بن الطفيل ، ومحمد والد السفاح ، وابن شهاب ، وأبو الزبير ، ووهب بن كيسان؛ أبو وجزة ، وكريب ومحمد بن إبراهيم التيمي، وبكر بن وائل أصغر وهو منه ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وأبو الزناد ، وابن القاسم ، ويزيد بن رومان ، وغيرهم من رواة الحديث.

من تحدث عن هشام بن عروة
لقد تحدث عن هشام بن عروة عدد من المؤرخين ومنهم وهيب، ويحيى بن معين وعبد الرحمن بن حراس، وابن سعد، وابو حاتم الرازي، وابن المديني، ويعقوب بن شيبة وفيما يلي ما قالوه عنه:

حيث قال وهيب: ” قدم علينا هشام بن عروة ، فكان مثل الحسن ، وابن سيرين “.
وقال ابن سعد: ” كان ثقة ، ثبتا ، كثير الحديث ، حجة “.
وقال أبو حاتم الرازي: ” ثقة ، إمام في الحديث “.
وقال علي بن المديني: ” له نحو من أربع مئة حديث “.
وقال يحيى بن معين وجماعة أخرى: ” ثقة “.
كما قال عنه يعقوب بن شيبة: ” هشام ثبت ، لم ينكر عليه إلا ائتلافات إلى العراق ، يبدو أنبسط في الرواية ، وأرسل عن أبيه أشياء ، مما كان سمعه من أبيه عن أبيه “.
قال عبد الرحمن بن خراش: ” بلغني ، بلغني ، مرات ، سمعت عائشة ، قال: بلغني ، سمعت عائشة. والثانية ، فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة. قديم الثالثة كان يقول: أبي عن عائشة ، يعني يرسل عن أبيه “.

مما روي عن هشام بن عروة
لقد سمع هشام من الكثير الموثوق بهم ، ومن الأحاديث التي رواها هشام بن عروة ، وما أورده البخاري في صحيحه من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ” إنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا “.