منتديات عاشق الحروف

منتديات عاشق الحروف (https://ashqhrof.com/vb/index.php)
-   •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~• (https://ashqhrof.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   خطبة عيد الفطر: العيد وتجديد المفاهيم والقيم (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=80845)

نور 04-13-2024 05:20 AM

خطبة عيد الفطر: العيد وتجديد المفاهيم والقيم
 
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.


الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عددًا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا، الله أكبر، عز سلطانه، ربنا خلق الجن والإنس لعبادته، وعنت الوجوه لعظمته، وخضعت الخلائق لقدرته، الله أكبر عدد ما ذكره الذاكرون، الله أكبر كلما هلَّل المهللون وكبَّر المكبرون، الله أكبر ما صام صائم وأفطر، الله أكبر، ما تلا قارئ كتاب ربه فتدبَّر، الله أكبر ما بذل محسن فشكر، وابتُلي مبتلًى فصبر.


الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره إنه كان حليمًا غفورًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يتم بنعمته الصالحات، ويجزل بفضله العطيات، إنه كان لطيفًا خبيرًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله، أفضل من صلَّى وصام، واجتهد في عبادة ربه حتى تفطَّرت قدماه فكان عبدًا شكورًا صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:


أيها المسلمون، عبــاد الله، الحمد لله الذي أعاننا على صيام رمضان وقيامه ووفقنا لقراءة القرآن وختامه، وأرشدنا إلى الأعمال الصالحات، ووفق الكثير من عباده لنيل الأجور ورفع الدرجات.


لقد كان رمضان مدرسة إيمانية وتربوية وتعليمية للمسلمين جميعًا، فطوبى لمن استغل رمضان واجتهد فيه، وقدم لآخرته، واستفاد منه في تزكية نفسه وتربيتها، وطوبى لمن حقق مقاصد الصيام في نفسه، ومن أهمها وأعظمها تقوى الله ومخافته، وتجديد هذا المفهوم في النفوس لتستقيم على الخير والصلاح طوال حياتها، فإن تقوى الإله جل في علاه سِرُّ النجاح، وطريق الفلاح، وينبوع الصلاح.


فإن أردتم سعادةً وفلاحًا، وطلبتم هدايةً وصلاحًا، وقصدتم خيرًا ونجاحًا، فعليكم بتقوى الله، ومن أراد عزًّا من غير جاه، ورفعة من غير منصب، وغنًى من غير مال، فعليه بتقوى الله، إن تقوى الله خير ذخر يدخر، ولباس يزين به ما بطن وما ظهر، هي الطريق لكل خير، والحصن الحصين والدرع الواقي من كل بلاء وضر، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].


هذه التقوى هي أعظم نتيجة نخرج بها من مدرسة الصيام والقيام، من مدرسة رمضان، فحافظوا على هذه النعمة العظيمة طوال العام، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].


عبــــــــاد الله، يأتي عيد الفطر المبارك ليجدد المفاهيم العظيمة، ويبني القيم السامية في نفوس المسلمين في أصقاع الأرض، فهو يذكرهم وينفث في روعهم وخَلَدهم بأنهم أمة واحدة، مهما باعدت بينهم الحواجز التي صنعها المستعمر على حين فترة من ضعفهم، ويأتي عيد الفطر ليوجه المسلمين نحو دينهم ورسالتهم الخالدة عندما يؤذن للصلاة ويرددون تكبيرات العيد في المدن والقرى والجبال والهضاب والصحاري والقفار، شاكرين الله على نعمة الإسلام، فلا سعادة ولا عزة ولا قوة ولا نجاة لهم في الدنيا والآخرة إلا بهذا الدين، ويأتي العيد ليجدد مفاهيم الحب والولاء والأخوة بين المسلم وأخيه المسلم؛ بل يغرس في نفوسهم قيم الرحمة والتراحم والصلة والبر، ويأتي العيد ليرسم الفرح والسرور ويدخل البهجة في نفوس المسلمين كل عام، ويبث في حياتهم قيم الأمل والتفاؤل رغم كثرة الجراحات والابتلاءات، فبعد العسر يأتي اليسر، وبعد الشدة والضيق يأتي الفرج والمخرج، وما ذلك على الله بعزيز، وما أحوجنا إلى التفاؤل والأمل! خاصة وإن أمتنا تعيش اليوم لحظات عصيبة على جميع المستويات وموجة من الفتن والمحن والابتلاءات.


أيها المسلمون، عبـاد الله، لقد آن لهذه الأمة أفرادًا وجماعات ودولًا وحُكَّامًا ومحكومين، أن يعملوا جميعًا للخروج بالأوطان إلى بَرِّ الأمان، فنحتكم للشرع، ونحافظ على ثوابت الأمة، ونحسن العمل والإنتاج، وبذل الأسباب، ونعالج خلافاتنا وقضايانا بالتفاهم والحوار، وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة، ومصالح الأوطان على مصالح الأشخاص، وننبذ العصبية الجاهلية والطائفية والمذهبية، ونعمل جميعًا على تقوية روابط الأخوة بين المسلمين، ونأخذ جميعًا على يد الظالم، حتى يعود إلى الحق وننتصر للمظلوم؛ حتى يأخذ حقه، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وهذه هي طريق النجاة والخيرية قال عزَّ وجلَّ: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].


فاتقوا الله وأحسنوا العمل، وجددوا النية الخالصة لله، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، وابشروا وأملوا وثقوا بالله، فمهما أصيبت هذه الأمة من فتن ومصائب وابتلاءات فإنها أمة لن تموت، بل ستعود إلى رشدها وقوتها، وتدرك رسالتها وواجبها تجاه نفسها والعالم الحيران من حولها، فَعنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ"؛ [رواه أحمد].


فليكن هذا العيد نقطة انطلاق ومراجعة لجميع أعمالنا وسلوكياتنا، ونعزم جميعًا على التغيير نحو الأفضل في حياتنا، اللهم خذ بنواصينا إلى كل خير، وردَّنا إلى دينك ردًّا جميلًا، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطــبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.


الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بشرًا، الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيرًا وذكرًا، الله أكبر ما توالت الأعياد عمرًا ودهرًا، لك المحامد ربَّنا سرًّا وجهرًا، لك المحامد ربَّنا دومًا وكرًّا، لك المحامد ربَّنا شعرًا ونثرًا.


أيها المسلمون، يا من ودَّعْتم شهرًا كريمًا، وموسمًا عظيمًا، صمتم نهاره، قمتم ما تيسَّر من ليله، وأقبلتم على تلاوة القرآن، وأكثرتم من الذكر والدعاء، وتصَدَّقتم بجودٍ وسخاء، وتقرَّبتم إلى ربكم بأنواع القربات، رجاء ثوابه وخوف عقابه، فكم من جهود بذلت، وأجساد تعبت، وقلوب وجلت وأكُف رُفِعت، ودموع ذرفت، وعبرات سُكبت، وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، في موسم الرحمة والمغفرة، والعتق من النار، استمروا في الطاعة واسلكوا طريق الاستقامة واثبتوا على الحق والخير حتى تلقوا ربكم.

ونذكر أصحاب الهمم العالية والنفوس التوَّاقة إلى جنة ربها ورضوانه بصيام الست من شوال التي أخبر عن فضل صيامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر"؛ [صحيح مسلم].


ونُذكِّر أنفسنا جميعًا بالتسامح والعفو بعضنا مع بعض، والتآخي وتقديم المعروف وصلة الأرحام، والاستمرار على الطاعة والمداومة على العبادة بعد رمضان، وعلينا أن نقوم بأعمالنا، ونؤدي أدوارنا في هذه الحياة على أكمل وجه وأحسن حال، فنرضي ربنا، ونقوي صفَّنا، ونبني مجتمعاتنا، ونعمر أوطاننا.


لتكن هذه الأيام أيام العيد، أيام فرح وبهجة وسرور، وعلينا أن ننشر هذه الأفراح في بيوتنا ومع أهلينا وأولادنا وجيراننا وأرحامنا، ففي ديننا فسحة من ذلك، فهو دين يراعي الفطرة الإنسانية السليمة واحتياجاتها النفسية والشعورية، وتلك نعمة عظيمة يجب أن نحمد الله عليها.


هذا وصلوا وسلموا على من أُمِرتم بالصلاة والسلام عليه، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع شمل المسلمين، ولمَّ شعثهم، وألِّف بين قلوبهم، واحقن دماءهم، اللهم جنِّبْنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعل بلدنا هذا آمنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم تقبَّل منا صيامنا وصلاتنا وسائر أعمالنا، واستعملنا في طاعتك، وادفع عنا وعن المسلمين شر الشرار، وكيد الفجَّار، وطوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير يا أرحم الراحمين.




روح غاليها 04-13-2024 05:51 AM

نور
مواضيعك دايم تشدني
موضوع ممتع حيل
الله لايحرمني منك

بليت بك 04-13-2024 06:09 AM

بيض الله وجهك
على هالابداع الغير مستغرب ..

أميرة قلبة 04-13-2024 06:17 AM

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

نبض القلوب 04-13-2024 06:25 AM

سلمت يداك على الطرح الطيب
يعطيك ربي العآفيه
لك خالص احترامي

سكون 04-13-2024 06:50 AM

يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~

فتنه 04-13-2024 07:16 AM

جزاك الله خيرا وبارك بك
لهذا الجلب الطيب
وهذا العطاء المفعم بالخيرات
نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك يارب
تقديري لجهودك الدائمة
دمت بمرضاة الله ..
الله يسعدك
ابداعك فاق الحدود والله ):
كنت هنا فتنه

عطرك هوايا 04-13-2024 07:36 AM

شكرآ لـ هذة اللفته
الله لايحرمنا منك ومن ابداعاتك الشيقة ..
دمت لنآ

شموخ انثى 04-13-2024 08:52 AM

عوافي ي بعد راسي ~

الفجر البعيد 04-13-2024 09:30 AM

ماشاء الله تبارك الله
أخترت فأبدعت
وجلبت فأفدت
الله يسلم يمينك ~


الساعة الآن 01:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

ارشفة إكساء هوست

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102