منتديات عاشق الحروف

منتديات عاشق الحروف (https://ashqhrof.com/vb/index.php)
-   •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
(https://ashqhrof.com/vb/forumdisplay.php?f=138)
-   -   (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية (https://ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=65294)

ملكة الحنان 10-26-2022 01:32 AM

(أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية
 
(أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية





جاءت هذه الآيةُ في جزءٍ من قوله تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].


﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ [الشورى: 13]: أنِ اعمَلُوا به على ما شرع لكم وفرَض، وقد نهى عن الاختلاف في أصول الدين[1]، وقد بعث اللهُ تعالى كلَّ الرسل لإقامةِ الدين والأُلفة وترك الاختلاف[2].


والمقصودُ بإقامة الدين: أقام الشيء؛ أي: أدامه[3]، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 3].


أما الدين: مِن: دان، وهو مِن الجزاء والمكافأة، وفي وقوله تعالى: ﴿ أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات: 53]؛ أي: لَمَجْزِيُّون ومحاسبون، ومنها (الدَّيَّان) اسم من أَسمَاء الله عز وجل؛ والقاضي، والحاكم، والمجازي بالخير والشر، والحاسب، والقهار، والدِّينُ بمعنى الطاعة، ودان دِيانةً مِن الخضوع والذل والطاعة، وجمعها أديان، وهي الاعتقاد بالجنان، والإقرار باللسان، وعمل الجوارح والأركان[4].


و"الدِّين هو وضعٌ إلهيٌّ سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح في الحال، والفلاحِ في المآل، وهذا يشتمل العقائد والأعمال"[5].


1- دلالة الأمر في قوله تعالى: ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ [الشورى: 13] هو الوجوب؛ لأن من مقاصد الشريعة الإسلامية مقصدَ حفظِ الدين، من أول مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو من الضروريات، ووجوبُ إقامة الدين يكون بحسب مقدار العلم، وبقدر الاستطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16].


2- بعد أن أمرنا الله تعالى بإقامة الدين، نهانا عن التفرُّق المذموم، وقد وضَّح ابن عاشور - في كتابه التحرير والتنوير - أن الاختلافَ في الأصول يُؤدِّي إلى هدم الدين؛ ولذا كان الأمر لكلِّ فرد في الأمة أن يكون مُعِينًا لغيره في تحقيق مقصدِ حفظ الدين، أما الاختلاف في الأصول، فهو يؤدي لضياع أمور الدين، بخلاف الاختلاف في الفروع، فذلك من الاجتهاد الفقهيِّ المشروع في الإسلام، وهو من محاسن الشريعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدين))[6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجرانِ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد[7]))[8].


ومعنى التفريق هو إحداث الفُرْقة[9]؛ فرَّق القاضي بين الزوجين: حكم بالفُرْقة بينهما، وفي القرآن الكريم: ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285].


3- المراد: ولا تتفرَّقوا في إقامته بأن ينشط بعضكم لإقامته ويتخاذل البعض؛ إذ بدون الاتفاق على إقامة الدين يضطربُ أمره[10].


4- وضَّح ابن العربي أن التفرق المنهيَّ عنه ثلاثةُ أنواع: التفرُّق في العقائد، والاختلاف المذموم، والتخطئة على المجتهدين، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يُصلِّيَنَّ أحدُكم العصر إلا في بني قُرَيظة))، فغربت عليهم الشمس قبلها، فصلَّوا العصرَ بها بعد العشاء الآخرة، فما عابَهم الله بذلك في كتابه، ولا عنَّفهم به رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا مِن الفقه أنه لا يعاب على مَن أخذ بظاهر حديث أو آية، فقد صلَّت منهم طائفة[11]...[12].


5- فرَّق بعض العلماء بين (تفرَّقوا) و(تتفرَّقوا)، فقد جاءت في سورة آل عمران كلمة تفرَّقوا في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]؛ لأن الحديث عن أمَّة مُسلِمة واحدة، فناسب حذف التاء، فالنهي عن أقل اختلاف في الدين، بخلاف الآية في سورة الشورى الحديث فيها عن الأمم السابقة، فبقيت التاء على أصلها ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، وقد ذُكِرت في موضع آخر في نفس السورة: ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 14][13].


6- هذه الآية تحثُّنا على العملِ لتحقيق مقصد حفظ الدين، وهو أعلى مقاصد الشريعة الإسلامية؛ ولذا علينا أن نتعاوَن جميعًا لإقامة الدين بكل الوسائل التي تحافظ عليه؛ بالعمل به، والدعوة إليه، والجهاد في سبيله، والتحاكم إليه، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر الدين، ونشر الأبحاث العلمية للعمل على حفظ الدين ونشره بين العالَمين، والتوقُّف عن كل الوسائل التي تُؤدِّي إلى التفرق في الدين - كالإنكار على المجتهدين، والانشغال بالفروع عن الأصول، وانتشار البدع، والتنازع والشقاق بين المسلمين - لأنه يُؤثِّر على إقامة الدين وتحسين صورته عند غير المسلمين، وكذلك التوقف عن نشر الشبهات، بل العمل على ردِّها والدفاع عن الدين، وتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام؛ لتحبيب الناس في دين الله العظيم.

روح غاليها 10-26-2022 01:54 AM

ملكة الحنان
مواضيعك دايم تشدني
موضوع ممتع حيل
الله لايحرمني منك

نظرة أمل 10-26-2022 02:05 AM

جزاك الله خير وأثابك الله
الله يعطيك العافيه على الطرح الفيم
دمتِ بخيرر…)

بليت بك 10-26-2022 02:16 AM

بيض الله وجهك
على هالابداع الغير مستغرب ..

أميرة قلبة 10-26-2022 02:28 AM

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

نبض القلوب 10-26-2022 02:39 AM

سلمت يداك على الطرح الطيب
يعطيك ربي العآفيه
لك خالص احترامي

ريحانه 10-26-2022 02:44 AM

بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
تحيتي وتقديريhttps://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (44).gifhttps://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (44).gif

سكون 10-26-2022 03:01 AM

يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~

ملائكيه 10-26-2022 03:05 AM

طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائِهاْ
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحكَ
متوهجاً بِروَعَةْ مَا تِطَرحْ
لروحَكَ جِنآئِن وَرديهّ
وَأمنيآت بِ أيآم أَجّملّ

فتنه 10-26-2022 03:20 AM

الله يسعدك ابداعك فاق الحدود والله ):


الساعة الآن 08:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

ارشفة إكساء هوست

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102