قول الله تعالى:
«يسألونك عن الساعة أيان مرساها
قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها
إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم
إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما
علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون
قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله
ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير
وما مسنى السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون»
(الأعراف: 187 188-).

حول تبيان الجواب المسكت فى هذه الآية،
يوضح د.أحمد السلمى الحويطى مدرس البلاغة
والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس.

أن القول أو القضية التى تستدعى ردا مسكتًا:
تساؤل المشركين عن يوم القيامة استهزاء
أو امتحانًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فكان الرد أو الجواب أو الحجة: قول الله تعالى:
«قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو»،
ويقول إن طبيعة الجواب أو الحجة:
حجة قولية منطقية ويبدأ النص بتحديد القضية
التى عليها مدار الكلام، وتحديد أطرافها،
وقد قيل إن السائلين هم اليهود أو المشركون،
وقد رجّح ابن كثير نزولها فى قريش لأنَّ الآية مكية.

والمعنى: يسألونك عن الساعة متى وقت وقوعها،
امتحانًا إن كان السائلون هم اليهود
لـ«علمهم أن الله تعالى استأثر بعلمها»
واستهزاء وتهكمًا إن كان السائلون هم المشركين.

ومنطقية الرد فى هذا الشاهد تأتى من أن الطرف
السائل يسأل سيدنا محمدًا عن أمر لا يعلمه هو،
ولذلك فقد أمر الله تعالى سيدنا محمدًا
أن يجيبهم بأنه لا يعلم متى يوم القيامة،
وأن علمها عند الله وحده.

ويقول: إن الأسلوب البلاغى المميز
لهذا الشاهد هو أسلوب القصر،
وهو أسلوب مناسب فى هذا السياق الحجاجي،
إذ يقصر علم الساعة على الله
سبحانه وتعالى أولا،
وينفى علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بها ثانيًا.