مملكة صفا القلوب

مملكة صفا القلوب (http://www.ashqhrof.com/vb/index.php)
-   الشخصيات العامه - السيرة الذاتية (http://www.ashqhrof.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   شخصيات من بلادي/الامام عبدالقار الكيلاني (http://www.ashqhrof.com/vb/showthread.php?t=570)

ناطق العبيدي 04-30-2025 12:12 PM

شخصيات من بلادي/الامام عبدالقار الكيلاني
 
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كانَ رضي الله عنه يلبس لباس العلماء، ويتطلس، ويركب البغلة، وترفع الغاشية بين يديه، ويتكلم على كرسي عالٍ.. دخل بغداد، واختلف فيها الى العلماء والمشايخ، حتى ظهر له صيت بالزهد والعلم والعبادة، ففوضت اليه بعدئذ مدرسة ليعلم بها بباب الازج، وقد ضاقت المدرسة بالناس من ازدحامهم على مجلسه..، وكان (رضي الله عنه) يتكلم في ثلاثة عشر عاما، وكانوا يقرؤون عليه في مدرسته، درسا من التفسير، ودرسا من الحديث، ودرسا من المذاهب، ودرسا من الخلاف..، وكانوا يقرؤون عليه طرفي النهار: التفسير، وعلوم الحديث، والمذاهب، والخلاف، والاصول، والنحو.. وكان (رضي الله عنه) يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر.. وكان يفتي على مذهب الامام الشافعي والامام احمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهما.. وكان له احترام كبير بين الناس، حتى الخليفة والوزير في يومها كان ياتي بنفسه لزيارته.. وللسماع منه... وكان ذا اخلاق عالية وشمائل طيبة ومزايا كبيرة، فقد قال الخضر الحسيني الموصلي في ذلك ما يغنينا عن الخوض في التفاصيل، فذكر: خدمت سيدي الشيخ محي الدين عبد القادر (رضي الله تعالى عنه) ثلاث عشرة سنة فما رأيته فيها يمخط ولا يبصق ولا ينتخع ولا قعدت عليه ذبابة ولا قام لاحد من العظماء، ولا الم بباب ذي سلطان، ولا جلس على بساطه ولا اكل من طعامه الا مرة واحدة، وكان يرى الجلوس على بساط الملوك ومن يليهم من العقوبات المعجلة.. وكان ياتيه الخليفة او الوزير او من له الحرمة الوافية وهو جالس فيقوم فيدخل داره فاذا جاء خرج الشيخ من داره يقوم لهم اعزازا للطريق في اعين الفقراء وانه ليكلمهم الكلام الخشن ويبالغ لم في العظة وهم يقبلون يديه ويجلسون بين يديه متواضعين متصاغرين. وكان اذا كاتب الخليفة يكتب اليه: عبد القادر يأمرك بكذا وامره نافذ عليك واطاعتك واجبة وهو لك قدوة وعليك حجة فاذا وقف على ورقته قبّلها وقال: صدق الشيخ.. وقال غيره: كان الشيخ عبد القادر (رضي الله عنه) سكوته اكثر من كلامه.. وكان يتكلم على الخواطر، وله قبول تام، لا يخرج من مدرسته الا يوم الجمعة الى الجامع، او الى رباطه.. وتاب على يده معظم اهل بغداد، واسلم على يده معظم اليهود والنصارى، وكان يصدع بالحق على المنبر، وينكر على من يوالي الظلمة.. ولما ولي المقتفي لامر الله امير المؤمنين القاضي ابو الوفا يحيى بن سعيد ابن يحيى بن المظفر المشهور بابن المرخم الظالم قال على المنبر: وليت على المسلمين اظلم الظالمين، ما جوابك عند رب العالمين، أرحم الراحمين!!، فارتعد الخليفة من كلامه، وبكى، وعزل القاضي المذكور لوقته.. وكان للشيخ اقوال حكيمة ومواعظ رقيقة وارشادات مؤثرة واشعار مشحونة بالحث على الخير والتقوى وادعية مستجابة.. كما كان مؤلفات رائعة في المعارف والعلوم الاسلامية المختلفة... وقد تخرج على يديه علماء كثيرون، وقد ذكر بانه برع في ثلاثة عشر علما من علوم اللغة والشريعة في التفسير والحديث والفقه وعلم الاصول.. ومن اشهر مؤلفاته: "الغنية"، وهو من احسن كتب الفقه والحديث والعقائد والتصوف واسلوبه بسيط معزز بالادلة الواضحة من الكتاب والسنة وهو يجمع بين السلفية الحقة والتصوف البريء من الابتداع..، وله ايضا "الفتح الرباني وفتوح الغيب"..الخ. وللعلماء اقوال كثيرة في الثناء على الشيخ عبد القادر، فقد قال الشيخ منصور بن المبارك الواسطي ما يلي: (ما رأت عيني احسن خلعا ولا اوسع صدرا ولا اكرم نفسا ولا اعطف قلبا ولا احفظ عهدا او ودا من الشيخ عبد القادر، وكان مع جلال قدره وعلو منزلته يتواضع للفقراء، ولا قام لاحد من العظماء والاعيان ولا الم بباب وزير قط ولا سلطان..)، وهناك اقوال اخرى كثيرة، وعودا على بدء فلا بد من القول بان الشيخ عبد القادر كما هو مصرح في كتب الانسانية بانه من احفاد الامام عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، وقد توفي الامام عبد الله المحض في منطقة اليوسفية وله قبر في مسجد يزار يسمى مسجد السيد عبد الله وقد اقامت ذريته في بغداد وهاجر قسم منهم الى بلاد الحجاز واليمن وقامت لهم امارات باسم (السليمانيون) نسبة الى سليمان بن عبد الله المحض وهاجر بعضهم الى المغرب وهم الادارسة، اولاد ادريس بن عبد الله المحض، ومنهم من هاجر الى بلاد جيلان وهم اولاد موسى بن عبد الله المحض.. وقد سميت الاسرة العلوية التي نشأت في جيلان باسم (اشراف جيلان).. وقد نشأ في هذه الاسرة الشريفة الامام عبد القادر الكيلاني (رضي الله عنه).. وبعد ان قضى عمرا طويلا في المثابرة في الدعوة الى الله والطاعة والعبادة ونشر العلوم، ومزاولة التدريس والافتاء والمواعظ وغير ذلك من ابواب الاصلاح والخير حتى توفاه الله في سنة (561هـ/1165م)، ودفن بمدرسته بباب الازج ومسجد يحمل اسمه ببغداد.
الكاتب جميل ابراهيم حبيب
تقديم ناطق ابراهيم العبيدي

الفارس 04-30-2025 04:54 PM

سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة
لِروعَة طَرحهَا
دَام العطَاء والتَميّز المُتواصِل
لرُوحك السّعادة





اسير الذكريات 04-30-2025 06:43 PM

طرح كالنّبع المُتدفّق لا ينضب
لــ روحكم النّعيم والسّعادة
و مَداد شُكر و ورد

https://3aroussham.com/vb/images/smilies/GQ26.gif

عاشق الليل 04-30-2025 09:23 PM

جزاكم الله خير الجزاء
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
ورزقكم الفردوس العلا من الجنة
دمتم بحفظ الرحمن








الساعة الآن 11:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع الحقوق محفوظة ل مملكة صفا القلوب