مملكة صفا القلوب - تقنية مساعد الزحام المروري: راحة ذكية في أوقات الازدحام الخانقة

تقنية مساعد الزحام المروري: راحة ذكية في أوقات الازدحام الخانقة

https://i1.wp.com/saudiauto.com.sa/w...on-750x375.jpg

مع تزايد الازدحام المروري في المدن الكبرى وارتفاع معدلات القيادة في ساعات الذروة، ظهرت الحاجة إلى حلول ذكية تُخفف من ضغط القيادة وتُعزز السلامة على الطرق.
ومن بين أبرز هذه الحلول التقنية، برز نظام “مساعد الزحام المروري” أو (Traffic Jam Assist – TJA) كواحد من الأنظمة الثورية التي باتت تحوّل تجربة القيادة في الزحام إلى تجربة أكثر راحة وأمانًا.
تُعد هذه الميزة إحدى أبرز تقنيات أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS)، وقد بدأت شركات السيارات الرائدة بتوفيرها في طرازاتها الحديثة، خاصة في الفئات المتوسطة والفاخرة.
ما هو مساعد الزحام المروري (TJA)؟

مساعد الزحام هو نظام شبه ذاتي القيادة يعمل على إدارة حركة السيارة تلقائيًا في الزحام المروري البطيء، خصوصًا في الطرق السريعة أو الحارات المُزدحمة.
عندما تكون حركة المرور بطيئة (عادة تحت سرعة 40 كم/ساعة)، يتولى النظام مجموعة من المهام نيابة عن السائق، مثل:

التحكم في السرعة
المحافظة على المسار
متابعة حركة السيارة الأمامية تلقائيًا
الفرملة وإعادة الانطلاق تلقائيًا عند الحاجة

وبذلك يُخفف الضغط الذهني والبدني على السائق، خاصة خلال ساعات الذروة أو أثناء التنقل اليومي في الطرق المكتظة.

https://i1.wp.com/saudiauto.com.sa/w...-drive-big.jpg

كيف يعمل النظام؟

يعتمد TJA على مجموعة من المستشعرات، والكاميرات الأمامية، والرادار قصير المدى، بالتعاون مع أنظمة أخرى مثل:

مثبّت السرعة المتكيف (Adaptive Cruise Control)
المساعدة على البقاء في المسار (Lane Keeping Assist)

يقوم النظام بتحليل حركة السيارات المجاورة، وتحديد المسافة الآمنة من السيارة الأمامية، ثم يُفعّل المكابح أو دواسة الوقود تلقائيًا. وفي بعض الطرازات المتقدمة، يمكن للسيارة تغيير المسار تلقائيًا أو التوقف والانطلاق دون تدخل السائق.
متى يُستخدم مساعد الزحام؟

يُفعل النظام تلقائيًا أو يدويًا (حسب الطراز) في الحالات التالية:

عند القيادة في زحام مروري بطئ الحركة
في الطرق السريعة أو الطرق المزدوجة
عند انخفاض السرعة عن 40 كم/ساعة تقريبًا
في بيئات غير معقدة (مسارات محددة بوضوح)

هل يمكن الاعتماد عليه كليًا؟

رغم تطور النظام، إلا أن TJA ليس بديلاً عن السائق بالكامل، بل يُعتبر نظامًا شبه ذاتي.
في معظم السيارات، يُطلب من السائق إبقاء يديه على عجلة القيادة، ويُصدر النظام تنبيهًا إذا تم رفع اليدين لفترة طويلة. كما يتوقف عن العمل عند الخروج من نطاق السرعة المحدد أو فقدان خطوط المسار الواضحة.
فوائد تقنية TJA:

تقليل التوتر والإرهاق أثناء الزحام.
تحسين السلامة المرورية في السرعات المنخفضة.
تقليل استهلاك الوقود في بعض الحالات بفضل القيادة المنتظمة.
الاستجابة الفورية لحركة المرور وتغير المسافات.
تقليل الحوادث البسيطة الناتجة عن “التوقف والانطلاق”.

السيارات التي تدعم مساعد الزحام

أصبحت هذه التقنية متوفرة في طرازات من علامات كبرى مثل:

مرسيدس بنز (Distronic Plus with Steering Assist)
أودي (Traffic Jam Assist ضمن نظام Audi AI)
بي إم دبليو (Driving Assistant Professional)
هوندا (Honda Sensing)
نيسان (ProPILOT Assist)
هيونداي وكيا (SmartSense وDrive Wise)

وتختلف قدرات النظام من شركة لأخرى، لكن الجوهر يبقى نفسه: قيادة شبه ذاتية في الزحام.
مستقبل TJA ضمن القيادة الذاتية

يُعتبر TJA خطوة على طريق القيادة الذاتية من المستوى الثاني (Level 2). ومع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن نرى هذه الميزة تندمج مستقبلاً مع خرائط ثلاثية الأبعاد، وتحليلات المرور اللحظية، والتواصل بين المركبات (V2V)، مما يرفع من دقتها وكفاءتها.
في عالم باتت فيه القيادة اليومية تُشكل ضغطًا على الملايين، تبرز تقنية مساعد الزحام المروري كحل ذكي وفعال، يمنح السائق تجربة قيادة أكثر راحة وثقة، ويُمهّد الطريق نحو القيادة الذاتية الكاملة.
وبينما تتبنى شركات السيارات هذا النظام بشكل واسع، فإن السؤال لم يعد “هل أحتاجه؟” بل أصبح “متى ستكون سيارتي القادمة مزودة به؟”.